مقالات

د.حسين العالم يكتب :خطة مارشال سودانية: هل ينهى كامل إدريس دوامة الأزمات ؟ د

د.حسين العالم يكتب :خطة مارشال سودانية: هل ينهى كامل إدريس دوامة الأزمات ؟ د

 

حطّت طائرة رئيس مجلس الوزراء، الدكتور كامل إدريس، رحالها بالأمس، مُعلنةً عن عودته للوطن. نزوله من الطائرة وسجوده شكراً لله، ثمّ رسالته المطمئنة للشعب، كلّها تُشير إلى بداية مرحلة جديدة. يأتي الدكتور إدريس إلى سدة الحكم حاملاً في جعبته “السودان ٢٠٢٥: تقويم المسار وحلم المستقبل”، كتاباً حلّل تفصيلياً مشاكل السودان من شتّى زواياها، مُقترحاً حلولاً مبتكرة بمنهجية تُراعي الدروس المستفادة من أخطاء الماضي.

 

لم تنجح الثورات السودانية السابقة (أكتوبر ١٩٦٤، أبريل ١٩٨٥، ديسمبر ٢٠١٩) في تحقيق تطلعات الشعب، رغم شعاراتها المُشتركة في التغيير. فشلت هذه الانتفاضات بسبب عوامل متشابكة، داخلية وخارجية، أبرزها: غياب رؤية وطنية موحدة، الانقسام الحادّ بين القوى السياسية، الإقصاء السياسي، السياسات الاقتصادية الفاشلة، التدخل الخارجي، وانقياد الشعب الأعمى للاحزاب. كانت هذه “انتفاضات” ليست ثورات بمعنى الكلمة، فقد افتقدت إلى البرامج الاستراتيجية والبنية التحتية السياسية الفعّالة.

 

يُقدّم الدكتور كامل إدريس “خطة مارشال سودانية” تُركّز على:

 

– إعادة الإعمار: إصلاح البنية التحتية والخدمات الأساسية.

– التوازن الاقتصادي: إصلاح السياسات المالية، وتشجيع الاستثمار.

– الدعم الدولي: تعزيز العلاقات الدبلوماسية، وجذب الاستثمارات.

– الحوار الوطني: التواصل مع جميع القوى السياسية.

– تهيئة المناخ السياسي: تمكين الأحزاب، والاستعداد للانتخابات.

– إصلاح مؤسسات الدولة: بناء مؤسسات مدنية قوية وشفافة.

– السلام مع الحركات المسلحة: تفاوض مع حركتي عبد الواحد نور وعبد العزيز الحلو.

– استنهاض الطاقات الوطنية: تعبئة المجتمع السوداني.

– علاقات خارجية متوازنة: تعظيم المصالح المشتركة.

 

تعتمد أيّ خطة ناجحة على مقوّمات أساسية، منها: وضوح الأهداف، تحليل الوضع الحالي، ترتيب الأولويات، تخصيص الموارد، تحديد المسؤوليات، وضع جدول زمني، المرونة، آليات المتابعة والتقييم، ووجود خطة بديلة. وتُغطّي خطة الدكتور كامل معظم هذه المقوّمات، لكنّ نجاحها يتوقف على ترتيب الأولويات واختيار الكفاءات.

 

أولوية السلام: يُشكّل إشراك قوات الدعم السريع في أيّ عملية سلام أمرًا حاسمًا، رغم فقدان الثقة الشعبية فيها، لأنّ إقصائها سيُعرقل أيّ اتفاق. يجب أن يُضمن ذلك ضمن عملية تُحقق العدالة الانتقالية والمحاسبة.

 

الأولويات الأخرى: الإغاثة وإعادة الخدمات، واستئناف العملية السياسية. كما يُشترط وجود أجهزة رقابية فاعلة، مع تمثيل عادل لمن شاركوا في “حرب الكرامة”. هل تُكلّل خطة مارشال السودانية بالنجاح

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى