اخبار

الجيش السوداني يُخلي معسكر “درع السودان” في نهر النيل وسط غموض رسمي وتكهنات

متابعات-مرآة السودان-الجيش السوداني يُخلي معسكر "درع السودان" في نهر النيل وسط غموض رسمي وتكهنات

الجيش السوداني يُخلي معسكر “درع السودان” في نهر النيل وسط غموض رسمي وتكهنات

متابعات مرآة السودان

في خطوة ميدانية مفاجئة أثارت جدلاً واسعًا، قامت قوة مشتركة من الجيش والشرطة والمخابرات السودانية بإخلاء معسكر تابع لميليشيا “درع السودان” في منطقة أبو حمد بولاية نهر النيل. ولم يصدر عن السلطات العسكرية أو الحكومة أي تفسير رسمي لهذه العملية.

تفاصيل الإخلاء المفاجئ وردود الفعل الغاضبة

أظهرت مقاطع فيديو متداولة عناصر الميليشيا يغادرون القاعدة بشكل سريع وسط حالة من الارتباك. وأكد أحد مقاتلي “درع السودان” أن الجنود أمروا بالإخلاء فورًا وبدون مبررات، واصفًا الإجراء بأنه “مباغت وغامض”. هذا الصمت الرسمي عمّق الغموض وأثار تساؤلات حول طبيعة العلاقة بين الجيش والميليشيات المتحالفة معه.

من جانبه، أعرب المتحدث باسم ميليشيا “درع السودان” عن استياءه الشديد من القرار، مشددًا على أن قواته تقاتل بالفعل إلى جانب الجيش في جبهات متعددة. وانتقد المتحدث انعدام التنسيق بين المؤسسات العسكرية، محذرًا من أن هذا الإجراء قد يُقوّض التحالفات التي تشكلت لدعم المجهود الحربي. وتُشير هذه التصريحات إلى قلق من أن الإخلاء قد يكون مؤشرًا على تصدعات أعمق داخل البنية العسكرية السودانية.

هشاشة التحالفات وتصاعد التكهنات

سلطت حادثة أبو حمد الضوء على هشاشة التحالفات العسكرية في السودان، والتي تشكلت تحت ضغط الحرب المستمرة منذ أبريل 2023. ويرى مراقبون أن غياب التوضيحات العسكرية يُعزز الشكوك حول مدى تماسك هذه التحالفات، ويطرح تساؤلات حول قدرة الجيش على الحفاظ على وحدة الصف في ظل المشهد القتالي المعقد. ففي بيئة تتسم بالتشظي، قد يؤدي إبعاد الحلفاء من مواقعهم إلى تفكيك العمليات المشتركة وزيادة تعقيد الأوضاع العسكرية والسياسية.

أصبحت حادثة الإجلاء تُقرأ كرمز لـتوترات خفية داخل المنظومة العسكرية، حيث تتداخل مفاهيم التعاون والتنافس. وفي ظل غياب خطاب رسمي يوضح خلفيات القرار، تبقى التكهنات مفتوحة حول ما إذا كانت الخطوة تعكس إعادة ترتيب داخل الجيش، أو بداية لـتفكيك تحالفات ميدانية لم تعد تخدم الاستراتيجية العسكرية الحالية. هذه الحوادث تكشف عن هشاشة البنية الأمنية وتضع علامات استفهام حول مستقبل التنسيق بين الأطراف المسلحة التي تقاتل تحت راية الدولة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى