مقالات

إصرار الجيش السوداني على خيار الحرب: دوافع البقاء في السلطة رغم التراجع الميداني والتكلفة الباهظة

متابعات-مرآة السودان-إصرار الجيش السوداني على خيار الحرب: دوافع البقاء في السلطة رغم التراجع الميداني والتكلفة الباهظة

إصرار الجيش السوداني على خيار الحرب: دوافع البقاء في السلطة رغم التراجع الميداني والتكلفة الباهظة

متابعات-مرآة السودان

يُظهر الجيش السوداني إصراراً لافتاً على استمرار خيار الحرب ورفض الحلول الدولية، على الرغم من تدهور موقفه الميداني بشكل كبير، خاصة بعد سيطرة قوات الدعم السريع الكاملة على إقليم دارفور وتقدمها في كردفان بالسيطرة على مدينة بابنوسة الاستراتيجية.

أدت هذه الاستراتيجية إلى مقتل عشرات الآلاف وتشريد نحو 15 مليون شخص، وخسائر اقتصادية تقدر بمليارات الدولارات، مما يثير تساؤلات حول دوافع القيادة العسكرية للتمسك بالحسم العسكري في ظل الواقع المتردي.

📌 دوافع استمرار الحرب

يربط المراقبون إصرار قيادة الجيش وحلفائها، وخاصة تنظيم الإخوان، على إطالة أمد الصراع بـطموحات البقاء في السلطة. ويُعتقد أن أي مسار سلام جاد قد يؤدي إلى إصلاحات في القطاع الأمني تهدف إلى تقليص النفوذ السياسي والاقتصادي والأمني الواسع للقيادة الحالية.

• مقاومة الإصلاح: يُنظر إلى رفض الحلول السلمية كأداة أساسية لمقاومة أي مسار يحد من سلطتهم أو يكشف ملفاتهم.

• سردية “السيادة”: اعتمد تحالف الحرب على سردية “الحفاظ على السيادة” لتبرير رفضهم 11 مبادرة دولية، وتغطية الانتهاكات والجرائم المرتكبة.

💸 البحث عن دعم عسكري: صفقة محتملة مع روسيا

في ظل الأزمة التمويلية الخانقة، يسعى الجيش السوداني للحصول على دعم عسكري خارجي، حيث تشير تقارير إلى محادثات جارية مع موسكو للحصول على أنظمة دفاع جوي متطورة (مثل إس 300، إس 350، وبوك-إم2إي، وبانتسير-إس1) وذخائر موجهة بأسعار تفضيلية.

• المقايضة: يُحتمل أن تكون هذه الصفقة مقابل منح روسيا امتيازات في قطاعات التعدين وموانئ البحر الأحمر.

⚠️ تحذيرات داخلية من الانهيار

في المقابل، حذر ضباط سابقون من أن التعويل على الأسلحة وحدها لا يكفي للاستمرار، مشيرين إلى أن بنية الجيش قد تضررت بشدة.

• فقدان السيطرة: أكد اللواء كمال إسماعيل، رئيس التحالف الوطني السوداني، أن الحسم العسكري غير ممكن بسبب فقدان القيادة والسيطرة، وهو ما ظهر في الانسحابات الأخيرة التي تمت خارج الأطر العسكرية، مما يعكس خللاً كبيراً وانخفاضاً في الروح المعنوية.

• تعدد المجموعات: أشار إسماعيل إلى أن تعدد المجموعات المسلحة المتحالفة مع الجيش يعرقل السيطرة والقيادة، محذراً من أن إطالة أمد الحرب قد تقود إلى انهيار كامل في الجيش.

• دعوة للتفاوض: شدد على أن المفاوضات السياسية هي الحل الوحيد المتاح أمام قيادة الجيش لتفادي الانهيار الكلي، مؤكداً أن الاستمرار في التعويل على الحسم العسكري سيضاعف الخسائر والتدهور.

تُظهر هذه التحذيرات أن استراتيجية الجيش القائمة على إطالة أمد الحرب، رغم تكلفتها الإنسانية والاقتصادية الباهظة، هي بالأساس وسيلة للتمسك بالسلطة والنفوذ.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى