مقالات

د.حسين العالم يكتب من الرياض إلى واشنطن هل ينهي تدخل ترامب كابوس السودان أم يؤجّل النهاية

متابعات-مرآة السودان -من الرياض إلى واشنطن: هل ينهي تدخل ترامب كابوس السودان أم يؤجّل النهاية

من الرياض إلى واشنطن: هل ينهي تدخل ترامب كابوس السودان أم يؤجّل النهاية

متابعات-مرآة السودان

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه سيبدأ العمل على إنهاء الحرب في السودان، بعد أن طلب منه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان المساعدة في وقف النزاع المستمر منذ 2023 بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع. وتشير تقارير محلية ودولية إلى أن الرياض ترى أن ضغطًا مباشرًا من ترامب قد يكون عاملًا حاسمًا لكسر الجمود التفاوضي الممتد لأكثر من عامين ونصف. منذ اندلاع الحرب، خلّفت أعمال العنف عشرات الآلاف من القتلى وتسببت في نزوح يناهز 12 مليون شخص، ضمن أزمة إنسانية تُوصف بأنها من الأسوأ عالميًا.

 

ما الذي قد يعنيه تدخل ترامب عمليًا

 

يظهر تدخل ترامب سياسيًا ودبلوماسيًا عبر ربطه بمسار “الرباعية” الذي يشمل الولايات المتحدة والسعودية والإمارات ومصر، مع تعهد بالعمل المشترك لوضع حد “للفظائع” ودفع نحو وقف إطلاق النار. كما عقدت واشنطن اجتماعات موسّعة مع سفراء دول الرباعية وأطلقت آلية عملياتية لتعزيز التنسيق حول أولويات عاجلة في السودان، ما يوحي بمحاولة تحويل التعهد السياسي إلى أدوات ضغط وتاثير عملي على الأطراف. تحليلات إعلامية تبرز أن تدخل ترامب سيضطر للتعامل مع شبكة مصالح ونفوذ إقليمية متشابكة، تضم لاعبين عربًا وأفارقة إلى جانب طرفي النزاع الداخلي، في مشهد معقد يقيّد إمكانية الحل الأحادي.

 

 

مبادرة الرباعية: محتوى الخطة واحتمالات التأثر

 

أعادت إدارة واشنطن إحياء مبادرة الرباعية بدعم خريطة طريق تتضمن هدنة إنسانية لثلاثة أشهر، وفصل القوات، وضمان وصول المساعدات دون قيود، مع رفض أي حل عسكري، والتأكيد على سيادة السودان ووحدته ومسار انتقالي سياسي لاحق. أبدت الحكومة السودانية تحفظات على بعض جوانب الخطة، بينما أبدت قوى أخرى ترحيبًا مشروطًا، ما يعكس انقسامًا داخليًا حول أدوات التنفيذ وترتيبات المرحلة الانتقالية. على المستوى العملي، أسست الرباعية لجنة عملياتية للتنسيق العاجل، وهو مسار قد يمنح تدخل ترامب إطارًا جاهزًا لتجميع الضغط والموارد بدل إحداث مسار موازٍ متعارض.

 

 

 

هل تقود المصالح المتداخلة للرباعية إلى السلام؟

 

– تلاقي المبادئ: تؤكد بيانات الرباعية على سيادة السودان ورفض الحل العسكري وحماية المدنيين وتسهيل الإغاثة، وهي نقاط توافق تُعتبر شرطًا لازمًا لأي تهدئة مستدامة.

– تباين الأدوات: رغم التوافق القيمي، تختلف أدوات النفوذ ومساحات التأثير بين الرياض وأبوظبي والقاهرة وواشنطن، وقد يتطلب ذلك موازنة دقيقة لتفادي رسائل متناقضة للأطراف السودانية.

– الزخم التنفيذي: خطوات كإنشاء لجنة عملياتية وبدء انخراط أعلى من واشنطن توفر زخمًا، لكن تعقيد المشهد الإقليمي والمحلي يفرض اختبارًا لقدرة الرباعية على تحويل المبادئ إلى وقف نار فعلي ثم عملية سياسية قابلة للحياة.

 

تحليلًا، احتمال السلام يرتفع عندما تتقاطع المصالح على منع الانهيار الإقليمي وحماية الملايين، لكن يظل مشروطًا بقدرة الرباعية على ضبط قنوات الدعم الخارجي للطرفين، وفرض تكلفة سياسية على خرق الالتزامات.

 

 

موقف القوى المدنية السودانية: مكاسب وخسائر محتملة إذا نجح التدخل

 

رحّبت قوى سياسية ومدنية سودانية بتصريحات ترامب وبالتحرك مع الرباعية، معتبرة أنه قد يضفي زخمًا نحو هدنة عاجلة توقف استهداف المدنيين وتتيح وصول الإغاثة، مع إشادة بدور السعودية في دفع الملف إلى واجهة الانخراط الدولي.

– مكاسب محتملة:

– إغاثة وحماية: هدنة إنسانية وفصل القوات تسمح بدخول المساعدات وتخفيف الكلفة البشرية فورًا.

– زخم سياسي: ربط التدخل بمسار رباعي قد يمنح القوى المدنية منصة أوسع للدفع نحو انتقال سياسي يعيد الاعتبار للفاعلين المدنيين.

– خسائر ومخاطر:

– تسييس خارجي: ارتفاع كلفة الارتباط بإرادات خارجية قد يضعف استقلالية أجندة المدنيين ويخلق انقسامات حول شروط الانتقال.

– هشاشة التنفيذ: إذا اقتصرت النتائج على وقف نار هش بلا ترتيبات أمنية وإصلاحية، قد تتآكل مكاسب المدنيين سريعًا مع تجدد العنف.

 

 

 

السيناريوهات والنتيجة المباشرة على مبادرة الرباعية

 

– سيناريو الدفع المتسق:

تدخل ترامب داخل إطار الرباعية، مع أدوات ضغط منسقة، يؤدي إلى هدنة إنسانية لمدة 3 أشهر، وفصل القوات، وبدء مسار انتقالي بتفويض مدني.

تعزيز مصداقية الرباعية وتحسين فرص السلام، وتقليل تناقض الرسائل للأطراف.

– سيناريو المسارات المتوازية:

تدخل سياسي/إعلامي قوي من ترامب خارج التنسيق الكامل، يخلق توقعات عالية دون قدرة عملياتية موحدة.

إضعاف مبادرة الرباعية، وتوسيع فجوة التنفيذ بين التعهدات والواقع، بما يسمح بخرق الهدن أو استخدامها تكتيكيًا من طرفي النزاع.

– سيناريو الزخم ثم التعثر:

انخراط أولي قوي يعقبه تراجع الاهتمام أو خلاف بين أعضاء الرباعية حول ترتيبات الانتقال والأمن.

مكاسب إنسانية قصيرة الأمد دون تحول سياسي مستدام، واستمرار المعاناة مع دورة جديدة من الجولات القتالية.

 

الخلاصة: نجاح تدخل ترامب، إذا اندمج مؤسسيًا ضمن الرباعية ورافقته آليات تنفيذ وضبط دعم السلاح ومنظومة مساءلة، يعزز فرص هدنة جادة ومسار سياسي. أما نجاح إعلامي بلا أدوات، فيحمل خطر إضعاف الرباعية وارتداد المكاسب المدنية إلى هشة ومؤقتة.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى