أبشر رفَّاي يكتب رؤى متجددة رحلة في عالم الدبلوماسية الشعبية وتجارب ملهمة
متابعات-مرآة السودان -رؤى متجددة رحلة في عالم الدبلوماسية الشعبية وتجارب ملهمة

رؤى متجددة رحلة في عالم الدبلوماسية الشعبية وتجارب ملهمة
متابعات-مرآة السودان
يُعد البعد الخارجي للدولة، إلى جانب استقرارها الداخلي، عاملاً حاسماً في تحديد مسار تقدمها أو تراجعها. كما أن فرص الاستقرار الداخلي القائم على مبدأ “التعايش” وليس مجرد “العيش” هي الأساس المتين لبناء علاقات خارجية مثمرة. هذه العلاقات تُبنى عبر دبلوماسيات ثلاث: الرئاسية، والرسمية، والشعبية، والتي تعكس مصالح أخلاقية مشتركة وتُعزز الروابط الثنائية والإقليمية والدولية.
من خلال هذه المقدمة، نستعرض تجاربنا الشخصية في تعزيز صورة السودان عبر الدبلوماسية الشعبية، ودور الكوادر الوطنية، والتحديات التي واجهناها.
المشهد الأول: مشاركة في مؤتمر حقوق الإنسان بجنيف 2004
في مارس 2004، شاركت لأول مرة في مؤتمر دولي حول حقوق الإنسان نظمته الأمم المتحدة في جنيف بسويسرا. خلال المؤتمر، تفاعلت مع وفود دولية مثل كندا والصين وغواتيمالا، الذين ساعدوني في الرد على اتهامات غير صحيحة ضد السودان. نجحنا في إفشال محاولات إصدار بيان ختامي مجحف بسبب تحيزه السياسي.
ومن اللطائف الاجتماعية خلال المؤتمر أن وفوداً عدة قدمت لي دعوات لزيارة بلدانهم، بما في ذلك غواتيمالا ورواندا. كما تم انتخابي رئيساً للمجموعة العربية لحقوق الإنسان، لكني تنازلت عن المنصب لزميل أكبر سناً. بعد عودتي إلى السودان، واجهت حسداً سياسياً أدى إلى استبعادي من المشاركات المستقبلية.
المشهد الثاني: مؤتمر الأمم المتحدة بنيويورك 2009
في مايو 2009، شاركت في مؤتمر دولي حول التنمية المستدامة ومكافحة الاتجار بالبشر في نيويورك. حققنا خلال هذه المشاركة مكاسب كبيرة للوطن دون تكلفة تذكر على الدولة. لاحظ المجتمع الأمريكي تشابهاً بيني وبين الرئيس باراك أوباما، مما ساهم في تحسين صورتنا الذهنية.
ومن المواقف المميزة خلال الزيارة دخولنا أحد المراكز التجارية في واشنطن برفقة أشخاص اشتبهنا أنهم من مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI)، لكننا استخدمنا الذكاء والمرح لتحويل الموقف لصالحنا. كما تفاعلنا بإيجابية مع المواطنين الأمريكيين في ساحة التايمز، مما عزز صورتنا كجزء من النسيج السياحي والثقافي.
المشهد الثالث: ترشيح لمؤتمر عالمي 2022
في ديسمبر 2022، رشحني أصدقاء وطنيون مقيمون في الولايات المتحدة للمشاركة في ملتقى عالمي حول دور الفكر الإبداعي في تنمية الشعوب، نظمه الكونغرس الأمريكي وجامعة السوربون. ومع ذلك، واجهت إقصاءً سياسياً منعني من المشاركة. والمفارقة أن اسمي كان متداولاً في أروقة الكونغرس الأمريكي كلائحة للشخصيات المؤثرة عالمياً.
المشهد الرابع: الملتقى الأفريقي للتنمية المستدامة 2019
في يونيو 2019، شاركت في الملتقى الأفريقي للشراكة من أجل التنمية المستدامة الذي نظمته مصر تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي. ضم الملتقى 54 شخصية أفريقية، وتم انتخابي بالإجماع رئيساً للمجموعة الأفريقية للشراكة من أجل التنمية المستدامة.
بعد عودتي إلى السودان، حاولت التواصل مع الجهات الرسمية مثل الخارجية والقصر الجمهوري لتسهيل مهام المجموعة وعقد الملتقى الثاني في السودان. لكن محاولاتي قوبلت بالتجاهل والإقصاء. مؤخراً، قابلت الفريق أول ركن دكتور محمد الغالي الأمين العام لمجلس السيادة، الذي أبدى تفهماً وحماساً كبيرين للمبادرة.
هذه التجارب تثبت أهمية الدبلوماسية الشعبية في تعزيز صورة السودان internationally، كما تُظهر التحديات الداخلية التي تعيق تحقيق إنجازات أكبر. نطالب الجهات المعنية بتبني سياسات شاملة تدعم الكوادر الوطنية وتستفيد من خبراتهم في تعزيز مكانة السودان globally.











