محاكمة القرن في نيويورك: بنك متهم بتمويل جرائم نظام البشير في دارفور

محاكمة القرن في نيويورك: بنك متهم بتمويل جرائم نظام البشير في دارفور

متابعات-مرآة السودان

نيويورك – 17 أكتوبر

بدأت هيئة محلفين في محكمة فيدرالية بمدينة نيويورك، جلساتها في دعوى قضائية غير مسبوقة ضد مصرف “بي إن بي باريبا” الفرنسي، تتهمه بالتورط غير المباشر في تمويل نظام الرئيس السوداني المخلوع عمر البشير، والمساهمة في ارتكاب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان خلال النزاع في دارفور.

خلال الجلسة، أدلى ثلاثة ناجين سودانيين – رجلان وامرأة – بشهاداتهم أمام المحكمة، رووا فيها ما تعرضوا له من تعذيب واعتداءات وحرق وطعن على أيدي القوات الحكومية وميليشيات الجنجويد. وقالت الشاهدة انتصار عثمان كاشر (41 عامًا):

“لم يعد لدي أقارب… لقد فقدت كل شيء.”

عبر تسهيل معاملات مصرفية سمحت له بتصدير سلع استراتيجية مثل القطن والزيت، ما وفر مليارات الدولارات استُخدمت في تمويل حملات القمع. وقال المحامي باري بيركي إن البنك “أنقذ اقتصاد دكتاتور ومنحه القدرة على تنفيذ جرائمه.”

من جانبهم، نفى محامو الدفاع عن “بي إن بي باريبا” وجود أي علاقة مباشرة أو علم مسبق بتلك الانتهاكات، مؤكدين أن التعاملات كانت قانونية ومطابقة للمعايير الأوروبية، وأن الادعاءات “تفتقر إلى الأدلة المباشرة.”

وتعود علاقة المصرف الفرنسي بالسودان إلى أواخر التسعينيات حتى عام 2009، وهي الفترة التي شهدت تصاعد الصراع في دارفور، حيث قُتل أكثر من 300 ألف شخص ونزح نحو 2.5 مليون آخرين وفق تقديرات الأمم المتحدة.

ويُنتظر أن تصدر هيئة المحلفين حكمها خلال الأسابيع المقبلة، في قضية قد تشكّل سابقة قانونية عالمية تحمل المؤسسات المالية مسؤولية أخلاقية وقانونية عن تمويل أنظمة ارتكبت جرائم ضد الإنسانية، حتى وإن تم ذلك بطرق غير مباشرة