الدفتيريا تعود بـ”أنياب قاتلة”: أطفال الخرطوم يدفعون ثمن انهيار النظام الصحي

الدفتيريا تعود بـ”أنياب قاتلة”: أطفال الخرطوم يدفعون ثمن انهيار النظام الصحي

متابعات-مرآة السودان

في ظل الأزمة الإنسانية والحرب المستمرة في السودان منذ أبريل 2023، يواجه الأطفال في العاصمة الخرطوم تهديدًا صحيًا جديدًا وخطيرًا يتمثل في تفشي مرض الدفتيريا. وقد أطلقت نقابة أطباء السودان تحذيرًا عاجلاً إثر تسجيل 15 حالة مؤكدة، منها ثلاث وفيات لأطفال، في منطقة الجريف شرق خلال أسبوع واحد، مما يشير إلى تسارع خطير في انتشار العدوى.

يأتي هذا التفشي نتيجة للانهيار شبه الكامل للمنظومة الطبية والبنية التحتية، وتوقف برامج التحصين الروتينية، وتدهور شروط النظافة العامة والاكتظاظ السكاني، مما يخلق بيئة مثالية لعودة الأمراض القابلة للوقاية.

ما هي الدفتيريا؟

الدفتيريا هي عدوى بكتيرية خطيرة تسببها بكتيريا Corynebacterium diphtheriae، وتؤثر بشكل أساسي على الجهاز التنفسي العلوي، حيث يمكن أن تنتج سمًا قويًا يهدد القلب والأعصاب والكلى، وقد يؤدي إلى الوفاة خاصة بين الأطفال غير المطعّمين.

الأعراض الرئيسية:

تبدأ الأعراض عادة بعد 2 إلى 5 أيام من التعرض، وأبرزها:

1. ظهور غشاء رمادي أو أبيض سميك على اللوزتين أو الحلق، قد يعيق التنفس.

2. تورم في الرقبة (تضخم الغدد اللمفاوية).

3. التهاب الحلق وصعوبة في البلع، وارتفاع في درجة الحرارة.

أسباب الانتشار:

تنتقل العدوى عبر الرذاذ الناتج عن السعال أو العطس، أو ملامسة الأدوات الملوثة. ويُعد عدم تلقي اللقاح هو السبب الرئيسي لتعرض الأطفال للمرض ومضاعفاته القاتلة.

الوقاية والعلاج: ضرورة إنسانية

في ظل محدودية الوصول إلى المرافق الصحية في مناطق النزاع، يصبح التركيز على التدابير الوقائية والعلاج العاجل أمرًا حاسمًا:

• التطعيم: اللقاح المضاد للدفتيريا يُعطى ضمن سلسلة لقاحات الطفولة، ويحتاج إلى جرعات تعزيزية لاحقًا للحفاظ على المناعة.
• النظافة الشخصية: غسل اليدين بانتظام، وتجنب مشاركة الأدوات الشخصية.
• العزل الصحي: في حال ظهور أعراض، يجب عزل المصاب لتجنب نقل العدوى

في مناطق النزاع أو النزوح، يُنصح بتنظيم حملات تطعيم متنقلة وتوفير أدوات النظافة الأساسية.

نداء إنساني:

أطلقت وزارة الصحة نداءً عاجلاً إلى المجتمع الدولي لتوفير اللقاحات والمساعدة في تنظيم حملات تطعيم متنقلة، وتوفير أدوات النظافة الأساسية، قبل أن تتحول هذه الحالات المتفرقة إلى كارثة وبائية يصعب احتواؤها. يُعد نشر الوعي الطبي والحرص على التطعيم أفضل خط دفاع لإنقاذ حياة الأطفال في السودان.

المصادر: منظمة الصحة العالمية (WHO)، مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC).