اخبار

تصاعد التوتر: إثيوبيا تصف الاتهامات المصرية بشأن سد النهضة بـ “الكاذبة والمضللة”

متابعات-مرآة السودان-تصاعد التوتر: إثيوبيا تصف الاتهامات المصرية بشأن سد النهضة بـ "الكاذبة والمضللة"

تصاعد التوتر: إثيوبيا تصف الاتهامات المصرية بشأن سد النهضة بـ “الكاذبة والمضللة”

متابعات-مرآة السودان

شهدت العلاقات بين مصر وإثيوبيا تصعيدًا جديدًا بعدما وصفت وزارة المياه والطاقة الإثيوبية يوم السبت، التصريحات المصرية المتعلقة بتأثير سد النهضة على فيضان النيل بأنها “ادعاءات كاذبة ومضللة”. ويأتي الرد الإثيوبي الحاد في أعقاب بيان مصري رسمي صادر في الثالث من أكتوبر 2025، اتهمت فيه القاهرة أديس أبابا باتباع “تصرفات متهورة وغير مسؤولة” في إدارة السد، ما أدى إلى “فيضان صناعي مفتعل” أضر بـالسودان وهدد دول المصب.

دفاع إثيوبي بالأرقام

رفضت أديس أبابا الاتهامات المصرية بشكل قاطع، مؤكدة أن البيانات المتاحة تثبت أن سد النهضة لعب دورًا محوريًا في تقليص ذروة الفيضانات وتوفير حماية لدول المصب من أضرار جسيمة. واستندت الوزارة في دفاعها إلى مقارنة بيانات التدفق التاريخية، مشيرة إلى أن معدلات الفيضانات التي كانت تتجاوز 800 مليون متر مكعب يوميًا في أغسطس، تراجعت بشكل ملحوظ بعد تشغيل السد.

وقدمت الوزارة أرقامًا محددة، مشيرة إلى أن متوسط التدفق اليومي خلال شهري أغسطس وسبتمبر 2025 بلغ 154.7 و472 مليون متر مكعب على التوالي، معتبرة ذلك “دليلًا قاطعًا” على فعالية السد في تنظيم المياه وتقليل المخاطر. كما شدد البيان على أن “لولا إنشاء سد النهضة، لكانت الفيضانات في السودان هذا العام كارثية”.

إثيوبيا توجه النقاش نحو عوامل أخرى

لتحويل مسار الجدل بعيدًا عن السد، أشارت الوزارة الإثيوبية إلى أن مصر تتجاهل تصريحات سودانية رسمية تعزو الفيضانات الأخيرة إلى عوامل أخرى. وذكر البيان أن زيادة تدفقات النيل الأبيض، وتغير أنماط الأمطار المرتبطة بالتغير المناخي، بالإضافة إلى تدهور البنية التحتية السودانية جراء النزاع المسلح، هي الأسباب الرئيسية وراء الفيضانات في بعض المناطق. وأكدت إثيوبيا استمرارها في التعاون وتبادل المعلومات مع السودان.

رفض “الأوهام المصرية بالهيمنة”

اختتمت أديس أبابا بيانها بتأكيد استمرارها في إدارة السد وفقًا لأعلى المعايير الفنية، رافضة ما وصفته بـ “الأوهام المصرية بالهيمنة المائية” و”بقايا التفكير الاستعماري” أو “دعاوى الحقوق التاريخية”، في إشارة إلى مطالب القاهرة بالحفاظ على حصتها التاريخية من مياه النيل. واعتبرت أن السد يمثل مصدر فخر لإثيوبيا ودول حوض النيل.

ويظل سد النهضة الإثيوبي الكبير محور نزاع إقليمي مستمر بين الدول الثلاث منذ أكثر من عقد، في ظل غياب اتفاق نهائي ينظم تشغيله ويضمن مصالح دول المصب، ما يعكس تعقيدات الجغرافيا السياسية في حوض النيل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى