مقالات

جريدة سعودية :ملخص وتحليل: حرب السودان ومستقبل الإخوان في ضوء ضغوط “الرباعية”

متابعات-مرآة السودان-جريدة سعودية :ملخص وتحليل: حرب السودان ومستقبل الإخوان في ضوء ضغوط "الرباعية"

جريدة سعودية :ملخص وتحليل: حرب السودان ومستقبل الإخوان في ضوء ضغوط “الرباعية”

متابعات-مرآة السودان

تناولت جريدة سعودية الوضع في السودان تحت مجهر الآلية الرباعية الدولية (الولايات المتحدة، السعودية، الإمارات، ومصر)، مسلطة الضوء على النفوذ المتزايد والمترسخ لـلحركة الإسلامية المرتبطة بـالإخوان المسلمين داخل المؤسسة العسكرية، وتأثير هذا النفوذ على سير الحرب الحالية، مشيرة إلى أن المعادلة الجديدة لا تتسع لوجود الإخوان.

تغلغل تاريخي وتفكيك للمؤسسات

منذ انقلاب 30 يونيو 1989 الذي قاده عمر البشير، تمكنت الحركة الإسلامية من ترسيخ نفوذها في الجيش عبر عملية ممنهجة. أفادت مصادر وتسريبات بأن الإسلاميين قاموا بـإقصاء الضباط المستقلين واستبدالهم بعناصر موالية لهم، ما أدى إلى تحويل الجيش تدريجيًا إلى مؤسسة تخدم مشروع الحركة الإسلامية، بدلاً من أن يكون كيانًا وطنيًا. وقد امتد هذا التغلغل ليشمل الشرطة وجهاز الأمن والمخابرات، مما أدى إلى تفكيك المؤسسات القومية وإعادة أدلجتها.

دور الإسلاميين في تأجيج الحرب

يرى سياسيون وعسكريون سابقون أن الإسلاميين، الذين فقدوا السلطة بعد احتجاجات 2019، يعتبرون الحرب الدائرة بين الجيش وقوات الدعم السريع فرصة لـإعادة التمركز السياسي والقضاء على الدعم السريع. ورغم نفي الجيش، وثقت تقارير مشاركة كتائب إسلامية مثل “البراء بن مالك” في القتال إلى جانب الجيش، مما يؤكد دور الحركة الإسلامية في تأجيج الصراع.

الضغوط الدولية وموقف “الرباعية”

في 12 سبتمبر 2025، حذرت الآلية الرباعية الدولية في بيان لها من تأثير الجماعات المتطرفة المرتبطة بالإخوان على مستقبل السودان واستقراره الإقليمي. وتزامنًا مع البيان، فرضت واشنطن عقوبات على وزير المالية جبريل إبراهيم وعلى كتائب “البراء بن مالك”. ويرى محللون أن هذه العقوبات والرسائل الدولية تمثل تحولًا في الموقف تجاه الجيش السوداني في حال استمراره في التنسيق مع الإسلاميين، مؤكدة أن لا مستقبل للإخوان في المعادلة الجديدة للسودان.

الخيارات الصعبة أمام الجيش السوداني

في ظل الضغوط الدولية المتصاعدة والمطالب الداخلية والإقليمية بإنهاء نفوذ الإخوان، يرى المحللون أن قيادة الجيش باتت أمام خيارين رئيسيين:

1. مواصلة الحرب بدعم الإسلاميين: وهو ما سيؤدي حتمًا إلى عزلة دولية وعقوبات متعددة الأوجه.

2. الانخراط في خطة “الرباعية”: التي تدعو إلى وقف إطلاق النار والتفاوض، وهذا الخيار سيضع الجيش في مواجهة مباشرة مع الإسلاميين وضباطهم داخل المؤسسة العسكرية، وقد يهدد باندلاع حرب داخلية جديدة أو الإطاحة بالقيادة الحالية.

ويُتوقع أن تحاول قيادة الجيش الموازنة بين الخيارين مؤقتًا عبر التفاوض لكسب الوقت، مع استمرار إرضاء الإسلاميين، لكن التقديرات تشير إلى أن هذا النهج لن يدوم طويلاً أمام الانهيار العام والتحولات الإقليمية المناهضة لتيار الإسلام السياسي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى