مقالات

السودان يواجه انهياراً صحياً شاملاً وتفشي أوبئة قاتلة

متابعات-مرآة السودان-السودان يواجه انهياراً صحياً شاملاً وتفشي أوبئة قاتلة

السودان يواجه انهياراً صحياً شاملاً وتفشي أوبئة قاتلة

متابعات-مرآة السودان

الخرطوم – تفاقمت الأزمة الصحية في السودان إلى مستويات غير مسبوقة، وسط انتشار واسع للحميات والأمراض المعدية، في ظل انهيار شبه كامل للنظام الصحي وتجاهل رسمي للاعتراف بحجم الكارثة.

وقالت لجنة نقابة أطباء السودان في بيان الاثنين إن العاصمة الخرطوم وولاية الجزيرة تشهدان تفشياً وبائياً للحميات ونواقل الأمراض، بينما تواصل الكوليرا انتشارها في دارفور وكسلا، محمّلة وزارة الصحة مسؤولية “التقاعس” وغياب نظام موحد لرصد الأوبئة.

وطالبت النقابة السلطات بإعلان حالة تفشٍ وبائي رسمياً وإبلاغ منظمة الصحة العالمية، بجانب تفعيل التعاون الدولي لمجابهة الأزمة. وأكدت أديبة إبراهيم السيد، استشارية الصحة العامة وعضو لجنة الأطباء، أن التراخي الرسمي وغياب التدخل الدولي يفاقمان الوضع، مشيرة إلى أن تراكم النفايات وشح مياه الشرب الصالحة زاد من حدة المخاطر.

تقرير صادر عن تنسيقية المهنيين والنقابات السودانية كشف أن 80% من المستشفيات خرجت عن الخدمة، وأن أكثر من 70% من الكوادر الطبية نزحت أو هاجرت، بينما قُتل 73 من العاملين في القطاع منذ اندلاع الحرب. كما يعاني الباقون من انقطاع الرواتب منذ عامين، إلى جانب توقف الأجهزة الطبية نتيجة انقطاع الكهرباء والمياه.

الوضع الاقتصادي المتدهور زاد الأزمة سوءاً، إذ فقدت 60% من الأسر مصادر دخلها، وارتفعت أسعار بعض الأدوية بنسبة 500%، ما خفّض إمكانية الحصول على الرعاية الصحية إلى أقل من 17% من السكان البالغ عددهم 48 مليون نسمة.

ورغم جهود منظمة الصحة العالمية في توفير أدوية منقذة للحياة، إلا أن اتهامات بالفساد وبيع الأدوية في السوق السوداء فاقمت معاناة المرضى. محمد النور، وهو معلم، قال لموقع “سكاي نيوز عربية” إنه ينفق يومياً 200 ألف جنيه لعلاج أسرته المصابة بحمى الضنك، أي ما يعادل راتبه الشهري.

وبحسب بيانات منظمة الصحة العالمية حتى 20 سبتمبر 2025، سُجلت أكثر من 105 آلاف إصابة بالكوليرا و2,620 وفاة في 15 ولاية، إلى جانب 14,500 إصابة مؤكدة بحمى الضنك و187 وفاة في الخرطوم وحدها، وأكثر من 1.25 مليون حالة ملاريا منذ بداية العام.

التنسيقية وصفت الوضع بأنه “أخطر أزمة إنسانية في تاريخ السودان الحديث”، مؤكدة أن ملايين المواطنين محاصرون بين المرض والجوع وانعدام الخدمات، في ظل غياب أي استجابة رسمية فاعلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى