عاجل مصر تفتح أبواب السد العالي لمواجهة طوفان قادم من السودان ما علاقة سد النهضة  

عاجل مصر تفتح أبواب السد العالي لمواجهة طوفان قادم من السودان ما علاقة سد النهضة

متابعات-مرآة السودان

في خطوة مفاجئة وغير مسبوقة، أعلنت وزارة الموارد المائية والري المصرية عن فتح ثمانية بوابات من خزان السد العالي في أسوان، وذلك استعدادًا لمواجهة فيضانات غير مسبوقة قادمة من السودان. يأتي هذا القرار الاستثنائي نتيجة لتصريفات هائلة من سد النهضة الإثيوبي، تجاوزت 750 مليون متر مكعب يوميًا خلال الأيام القليلة الماضية.

وأوضحت الوزارة أن الهدف من هذه الخطوة هو تقليل منسوب المياه في الخزان لاستيعاب التدفقات المتزايدة، خاصة مع قرب حلول موسم السدة الشتوية، الذي يشهد عادة إغلاقًا تامًا للبوابات والاكتفاء بتصريف المياه عبر التوربينات.

وأكدت مصادر رسمية أن عملية فتح البوابات تتم تحت إشراف دقيق من قبل الفنيين والمهندسين لضمان سلامة مرور المياه، مع الحفاظ على كفاءة السد والمنشآت المائية الملحقة به. كما شددت المصادر على أن الوضع المائي تحت السيطرة، وأن الإدارة تعتمد على استراتيجية متوازنة بين التخزين والتصريف.

من جهته، كشف الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، أن تصريف سد النهضة وصل إلى ذروته عند 750 مليون متر مكعب يوميًا، قبل أن ينخفض قليلًا إلى 699 مليون متر مكعب. وأشار إلى أن هذا الرقم يمثل أكثر من ضعف الإيراد الطبيعي للنيل الأزرق في هذا الوقت من العام، والذي لا يتجاوز عادة 300 مليون متر مكعب.

وأضاف شراقي أن منسوب النيل الأزرق في الخرطوم قد ارتفع إلى 17.23 مترًا، متجاوزًا بذلك مستوى الفيضان بـ 73 سنتيمترًا. وذكر أن الرقم القياسي التاريخي المسجل كان 17.66 مترًا في سبتمبر 2020.

وأوضح أيضًا أن النيل الأبيض يشهد ارتفاعًا طبيعيًا بسبب الأمطار الغزيرة على نهر السوباط، مما يساهم بنحو 15% من إيراد النيل، بينما يمثل النيل الأزرق 60% من الإيراد الكلي.

وتوقع شراقي أن يشهد تصريف سد النهضة انخفاضًا تدريجيًا مع وصول منسوب البحيرة إلى مستوى التخزين الطبيعي عند 638 مترًا، مع الأخذ في الاعتبار هامش الأمان. وأشار إلى أن التصريف المستقبلي سيعتمد على الإيراد اليومي فقط، والذي قد ينخفض إلى 200 مليون متر مكعب بحلول نهاية أكتوبر القادم، خاصة إذا استمر تعثر تشغيل التوربينات.