اخبار

تعثر اتفاق “الرباعية الدولية” حول السودان: خلافات حادة تبرز رفض الإمارات لبنود رئيسية

متابعات-مرآة السودان-تعثر اتفاق "الرباعية الدولية" حول السودان: خلافات حادة تبرز رفض الإمارات لبنود رئيسية

تعثر اتفاق “الرباعية الدولية” حول السودان: خلافات حادة تبرز رفض الإمارات لبنود رئيسية

متابعات-مرآة السودان

كشفت مصادر دبلوماسية عن فشل الاجتماعات الأخيرة التي جمعت الرباعية الدولية بشأن السودان (الولايات المتحدة، السعودية، مصر، والإمارات) على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة. كان الهدف من هذه الاجتماعات هو الاتفاق على الخطوات التنفيذية لبيان الرباعية الصادر في 12 سبتمبر الجاري، وتشكيل لجنة مشتركة لاستعادة السلام، إلا أن الخلافات الحادة بين الدول الأعضاء حالت دون ذلك.

ووفقًا للمصادر، تركزت الخلافات بشكل خاص بين السعودية ومصر من جهة، والإمارات من جهة أخرى. ويُعد البند المتعلق بالدعوة إلى “الانسحاب الفوري” لقوات الدعم السريع من مدينة الفاشر ورفع الحصار عنها هو الأبرز، حيث رفضت الإمارات إدراجه في البيان النهائي. كما أشارت المصادر إلى تحفظ بعض الأطراف على إدانة صريحة لقصف ميليشيا الدعم السريع لمسجد في الفاشر، والذي أودى بحياة نحو 75 مدنيًا.

من جانبها، أكدت مصر على لسان وزير خارجيتها، د. بدر عبد العاطي، دعمها الكامل لسيادة السودان ومؤسساته الوطنية، وضرورة إنهاء المعاناة الإنسانية وتخفيف الحصار عن الفاشر دون تأخير.

ويؤكد الخبراء، مثل آلان بوسويل من مجموعة الأزمات الدولية، أن التباينات في مصالح الدول الفاعلة تشكّل “عائقًا كبيرًا” أمام أي عملية سلام متماسكة. ويعكس هذا التعثر في اتخاذ قرار مشترك حجم الخلافات الخارجية التي تُعيق تنفيذ خارطة الطريق التي كانت مقترحة في بيان 12 سبتمبر للوصول إلى وقف للقتال وحكومة مدنية في السودان.

يشير فشل “الرباعية الدولية” في التوصل إلى اتفاق مشترك ورفض الإمارات لبنود رئيسية إلى تداعيات سلبية خطيرة على مسار الحل في السودان، يمكن تلخيصها فيما يلي:

1. تصعيد القتال واستمرار الحصار (خاصة في الفاشر)

كان الهدف الرئيسي للبيان المتفق عليه هو تحقيق وقف مؤقت لإطلاق النار والمضي نحو حل سياسي. ومع تعثر الاتفاق، تتفاقم الأوضاع على النحو التالي:

• استمرار القتال: الخلافات الخارجية تمنح الأطراف المتحاربة في الداخل (الجيش وقوات الدعم السريع) غطاءً للاستمرار في القتال، حيث يعتمد كل طرف على دعم حلفائه الإقليميين.

• تعميق الأزمة الإنسانية في الفاشر: رفض بند الدعوة لـ “الانسحاب الفوري” لقوات الدعم السريع ورفع الحصار عن الفاشر يعني استمرار الحصار والمخاطر المحدقة بالمدنيين، مما يفاقم الكارثة الإنسانية في المدينة، والتي أشار إليها الخبر الأصلي.

2. عرقلة أي مسار سلام متماسك

يؤكد فشل الرباعية أن المساعي الدولية والإقليمية لحل الأزمة أصبحت أسيرة للتباينات في مصالح الدول الفاعلة، وهو ما يشكل “عائقًا كبيرًا أمام صياغة عملية سلام متماسكة”.

• انعدام التوافق الخارجي: يؤدي غياب التوافق بين الأطراف الأربعة إلى شلل أي مبادرة سلام قادمة، سواء عبر الرباعية أو غيرها، لأن أي تقدم مرهون بتحقيق قدر من التوافق الخارجي أولاً.

• تضارب الرؤى حول مستقبل السودان: الخلافات لا تقتصر على وقف إطلاق النار، بل تمتد إلى رؤية مستقبل الحكم في السودان، حيث تركز مصر والسعودية على أهمية الحفاظ على “المؤسسات الوطنية” (في إشارة للجيش)، بينما يُعتقد أن رؤية الإمارات تتجه نحو إقصاء الطرفين المتحاربين من المشهد السياسي المستقبلي، مما يجعل التوافق على عملية انتقالية بقيادة مدنية أمراً صعباً.

3. فتح الباب أمام زيادة التدخلات والتنافس الإقليمي

التعثر في صياغة موقف موحد يزيد من حدة التنافس بين القوى الإقليمية، التي يُنظر إليها على أنها تدعم أطراف النزاع بشكل مباشر أو غير مباشر:

• اتساع رقعة الحرب: يشير بعض الخبراء إلى أن فشل هذه الاجتماعات قد يعني “اتساع رقعة الحرب وتنوع أشكالها”، في ظل غياب الرادع الدولي والإقليمي الموحد.

• تأثير على الشرعية الدبلوماسية: انعكس هذا الخلاف الإقليمي في وقت سابق بقطع الحكومة السودانية (سلطة بورتسودان) للعلاقات الدبلوماسية مع الإمارات، متهمة إياها بالاعتداء على البلاد عبر دعمها لقوات الدعم السريع، وهو ما نفته الإمارات. هذه الخطوات الدبلوماسية المتشنجة تعكس عمق الانقسام بين الحلفاء الخارجيين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى