مقالات

د. طارق عشيري يكتب تعليم ثقافة تطبيق القانون في السودان

متابعات -مرآة السودان تعليم ثقافة تطبيق القانون في السودان

همسه وطنيه

متابعات-مرآة السودان-نظل نكتب عبر هذه الهمسه عن تغير واقع سودان مابعد الحرب لعل تجربة الحرب تجعلنا نتحسس مواطن الضعف في مجتمعناوان نعمل علي نشر ثقافة تطبيق

القانون وهو أحد أهم ركائز استقرار المجتمعات وتنظيم حياتها، غير أن قيمة القانون لا تتحقق بمجرد وجود النصوص واللوائح، بل عبر تحويله إلى ثقافة راسخة في وعي الناس وسلوكهم اليومي. وفي الحالة السودانية، تبرز الحاجة المُلِحّة إلى تعليم ونشر ثقافة تطبيق القانون، خاصة بعد سنوات طويلة من الأزمات السياسية والاضطرابات الأمنية التي أضعفت مكانة القانون في نفوس المواطنين.

إن ترسيخ ثقافة القانون يبدأ من التربية الأسرية والتعليم المدرسي، حيث يتعلم الطفل منذ صغره أن احترام النظام العام ليس خوفاً من العقوبة، وإنما حفاظاً على حقوقه وحقوق الآخرين. كما أن المناهج الدراسية يمكن أن تُسهم بدور فاعل إذا ربطت بين القيم الدينية والوطنية ومبدأ سيادة القانون.

ولا يقل دور الإعلام والمجتمع المدني أهمية، فالإعلام قادر على تبسيط القوانين للمواطنين وشرح فوائدها في حياتهم اليومية، بينما تنشر منظمات المجتمع المدني الوعي عبر الورش والمحاضرات والحملات التوعوية، لتتحول مفاهيم مثل العدالة والمساءلة والشفافية إلى قيم مجتمعية عامة.

لكن نشر ثقافة القانون لا يمكن أن ينجح إذا لم تكن الدولة نفسها قدوة في احترام القانون. فالمواطن لن يلتزم إذا رأى أن القوانين تُطبّق بانتقائية أو تُستَخدم كسلاح ضد الضعفاء، بينما يتجاوزها الأقوياء دون مساءلة. لذلك فإن تحقيق العدالة الناجزة والشفافة هو المدخل الحقيقي لزرع الثقة في القانون.

إن تعليم ثقافة تطبيق القانون في السودان هو استثمار طويل الأمد، يضمن بناء دولة عادلة ومستقرة، ويُخرج المجتمع من دائرة الفوضى والاضطراب إلى فضاء النظام والعدالة. فحين يفهم المواطن أن القانون ليس قيداً عليه، بل حماية له، عندها فقط يصبح احترامه جزءاً من الهوية السودانية الجديدة.

إن نشر ثقافة تطبيق القانون في السودان ليس ترفاً فكرياً، بل ضرورة وجودية لمستقبل وطن أنهكته الحروب والانقسامات. فالمجتمعات لا تنهض بالقوة وحدها، وإنما بالعدل الذي يحمله القانون حين يُحترم ويُطبَّق على الجميع بلا استثناء. لذلك علينا جميعاً ــ دولة ومجتمع وأفراد ــ أن نجعل من احترام القانون سلوكاً يومياً وثقافة متجذرة، حتى نضمن بناء سودان آمن، مستقر، وعادل لأجيال الحاضر والمستقبل.وسودان مابعد الحرب اقوي واجمل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى