مثقفون يحذرون من شيطنة التاريخ أو تمجيده: دعوة لقراءة متوازنة لمسار السودان
متابعات-مرآة السودان-مثقفون يحذرون من شيطنة التاريخ أو تمجيده: دعوة لقراءة متوازنة لمسار السودان

مثقفون يحذرون من “شيطنة” التاريخ أو تمجيده: دعوة لقراءة متوازنة لمسار السودان
عوض عبدالكريم -متابعات-مرآة السودان-الراكوبة – 9 سبتمبر
في سلسلة مقالاته تحت عنوان “ساكتين ليه” (3)، دعا كاتب ومفكر سوداني المثقفين إلى إعادة النظر في كيفية قراءة التاريخ الوطني، محذراً من الوقوع في فخ الانتقائية، سواء عبر تمجيد بعض الصفحات وشيطنة أخرى، أو عبر تحويله إلى “صورة مثالية نقية” تخلو من النقد.
وأكد الكاتب أن “التاريخ ليس قيداً على أعناق الشعوب ولا سيفاً مسلطاً على رقابها، بل هو مرآة تعكس حقيقة ما كنا عليه، بإنجازاتنا وإخفاقاتنا”. واعتبر أن النهضة الحقيقية تبدأ من الاعتراف بأن الماضي مزيج من الانتصار والانكسار، ومن القوة والضعف، ومن الصفحات المضيئة والظلال المعتمة.
وانتقد اتجاه بعض السودانيين للفخر المفرط بالنسب العربي وتجاهل جوانب أخرى من ثقافتهم، مثل الشعر والغناء والفخر بالمرأة، مقابل شعور بالحرج من العادات والتقاليد المحلية. وأضاف: “إن شيطنة التاريخ تجعلنا أسرى الإحباط، وتمجيده يحرمنا من النقد والتجديد”.
وشدد على أن القراءة الواعية للتاريخ يجب أن تكون متوازنة، قادرة على تحويل الماضي إلى “رصيد” و”زاد” يبني وعياً جديداً يليق بسودان الغد، قائلاً:
“التاريخ لا ينتظر من يلعنه أو يمجده، بل من يحوله إلى مشروع معرفة وقوة بناء”.
وختم بدعوة المثقفين السودانيين إلى جعل التاريخ جسراً نحو سودان جديد قائم على الحرية والسلام والعدالة، لا جداراً يعزل الحاضر عن المستقبل.