⭕️هل ستتحاور الحكومة السودانية مع الإمارات؟
متابعات-مرآة السودان-هل ستتحاور الحكومة السودانية مع الإمارات؟

هل ستتحاور الحكومة السودانية مع الإمارات؟
في ظل تعقيدات المشهد السوداني الراهن، يبرز سؤال ملحّ: هل ستجلس الحكومة السودانية إلى طاولة الحوار مع دولة الإمارات العربية المتحدة؟
منذ اندلاع الحرب بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع في أبريل 2023، تزايدت الاتهامات الرسمية الموجهة لأبوظبي بدعم طرف على حساب آخر. الخرطوم لوّحت مراراً بأن التدخل الخارجي يشكل خطراً مباشراً على وحدة البلاد وسيادتها، بينما شددت الإمارات على أنها تدعم السلام والاستقرار في السودان، وتنفي الاتهامات الموجهة إليها.
دوافع الحوار المحتمل
رغم توتر العلاقات، يرى مراقبون أن الحوار بين الخرطوم وأبوظبي يظل خياراً مطروحاً لعدة أسباب:
- الاعتبارات الإقليمية: السودان بحاجة لعلاقات متوازنة مع دول الخليج التي تملك ثقلاً سياسياً واقتصادياً.
- الضغوط الدولية: القوى الكبرى تدفع باتجاه وقف الحرب، ما يجعل التقارب مع الإمارات خطوة ضرورية لإيجاد مخرج دبلوماسي.
- الأبعاد الاقتصادية: الإمارات من أبرز المستثمرين في السودان، ولا يمكن تجاهل مصالحها الاقتصادية في الموانئ والزراعة والذهب.
معوّقات التقارب
لكن مسار الحوار ليس سهلاً؛ فهناك عقبات واضحة:
- فقدان الثقة بين الحكومة السودانية وأبوظبي نتيجة الاتهامات المتكررة.
- تباين المواقف حول مستقبل الدعم السريع ودوره في أي تسوية سياسية.
- الرأي العام السوداني الذي بات حساساً تجاه أي دور خارجي يُنظر إليه كعامل لتأجيج الصراع.
السيناريوهات المطروحة
- انفراج دبلوماسي عبر وساطة إقليمية (مصرية أو سعودية) تمهّد لحوار مباشر.
- استمرار القطيعة إذا تمسكت الأطراف بمواقفها الحالية.
- حوار مشروط قد ينطلق من ملفات إنسانية كالمساعدات والإغاثة، قبل الملفات السياسية والعسكرية.
يبقى السؤال مفتوحاً: هل تتجه الحكومة السودانية إلى تجاوز الخلافات وفتح قنوات مع الإمارات أم أن المرحلة الراهنة لا تسمح بأكثر من تبادل الرسائل غير المباشرة؟
الإجابة مرهونة بمدى قدرة الأطراف على إدراك أن استمرار القطيعة لن يخدم استقرار السودان ولا مصالح المنطقة بأكملها.