
الرباعية تباين في الرؤى وخلفية الإلغاء
في تطور مفاجئ يزيد من تعقيد الأزمة السودانية، **أُجل اجتماع الرباعية الدولي الحاسم** (السعودية، مصر، الإمارات، أمريكا) الذي كان مقرراً اليوم الأربعاء في واشنطن. هذا القرار، الذي أثار **صدمة وإحباطاً واسعاً** في الشارع السوداني، جاء رغم التحضيرات المكثفة والآمال المعقودة عليه لوقف الحرب الدامية.
غموض يحيط بالأسباب:
لم تعلن الخارجية الأمريكية أسباب الإلغاء أو موعد بديل، مما زاد من حالة الغموض والتخوفات.
مصادر مطلعة أرجعت القرار إلى تعقيدات المشهد السوداني الداخلي المتشابك والتوازنات الإقليمية الحساسة، خاصة في ظل تلميحات عن توجهات نحو إعلان حكومة موازية داخل السودان.
كشفت تحليلات (كمقولة الباحثة أريج الحاج) عن تباين في الرؤى بين الأطراف المنظمة:
وزير الخارجية الأمريكي (روبيو) سعى لتوسيع المشاركة (قطر، بريطانيا، الاتحاد الأوروبي، الاتحاد الأفريقي) لتعزيز الضغط الدولي.
المستشار الرئاسي (مسعد بولس) فضل حصر الاجتماع في إطار الرباعية فقط.
غياب ممثلي الجيش وقوات الدعم السريع عن الطاولة لم يكن السبب الرئيسي للإلغاء حسب هذه التحليلات، بل التركيز على التعقيدات الداخلية والإقليمية.
أهداف معلقة وإحباط متزايد:
كان الاجتماع يهدف لإطلاق حوار سياسي شامل، ووقف التدخلات الخارجية، والتأكيد على وحدة السودان، وإصدار بيان لوقف إطلاق النار وضمان وصول المساعدات الإنسانية.
تأجيله يثير مخاوف من تراجع الزخم الدولي تجاه الأزمة، ويفتح الباب أمام استمرار العنف دون رادع فعال، ويُضعف آمال السودانيين في إنهاء أكبر كارثة إنسانية بحسب الأمم المتحدة يعيشها الملايين من الجوع والنزوح.
ردود فعل سودانية متباينة
القوى المدنية والجمهور عبّروا عن صدمة وإحباط شديدين، كانوا يعولون على الاجتماع كـ”فرصة أخيرة” لوقف إطلاق النار وبدء عملية سياسية حقيقية.
المؤتمر السوداني معارض رحب سابقاً بالاجتماع وشدد على ضرورة وقف الحرب الفوري، مع التأكيد على أن الحلول يجب أن تنطلق من الداخل السوداني.
تحالف صمود بقيادة حمدوك أعرب عن تفاؤل حذر، معتبراً أن الرباعية هي الأكثر تأثيراً، لكنه قلق من أن تنتج الاجتماعات “حلولاً جزئية” دون تحول ديمقراطي شامل.
حزب التجديد الديمقراطي رفض الاجتماع بشدة بسبب تغييب الأطراف السودانية الفاعلة والمستقلة، معتبراً إياه “إعادة إنتاج للوصاية الدولية” التي لن تصنع سلاماً حقيقياً.
مستقبل غامض
يُخشى أن يعكس التأجيل تردداً أو تراجعاً في الإرادة الدولية للتعامل الحاسم مع الأزمة السودانية وسط انشغالها بأزمات أخرى.
السؤال الأكبر الآن: هل سيكون التأجيل مجرد إرجاء، أم بداية لتهميش الملف السوداني على الساحة الدولية؟ بينما يدفع المدنيون الثمن الأكبر في انتظار إجابة.