مقالات

الامين العام للمؤتمر الشعبي يكتب: إلزام كل من يتطلع للوظيفة العامة بالتخلي عن أي صفة أو صفات فيه تمنعه من أن يكون عادلا مع الجميع وهو يؤدي وظيفته العامة كوزير

متابعات- مرآة السودان

الامين العام للمؤتمر الشعبي يقترح إلزام كل من يتطلع للوظيفة العامة بالتخلي عن أي صفة أو صفات فيه تمنعه من أن يكون عادلا مع الجميع وهو يؤدي وظيفته العامة كوزير
العدل اساس الحكم الرشيد
سياحة في ادب الحكم والسياسية

لئلا نتخبط في من يستوزر ؛ دعونا نجيب على ؛ ما الصفة الأكثر احتياجا للشخص الذي نسعى لتوليه الوظيفة العامة؟

ارى أنه بعد صفة الأمانة التي اختار الله عز وجل وصف الوظيفة العامة باسمها ( إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها ٠٠) ؛
فبعد الأمانة تأتي صفة العدالة ٠ ٠ ٠ والعدالة الاستقامة وعدم الحيد عن الحق بأي اعتبارات تجعلك تحرم شخص من حق مستحق ، أو تجعلك تعطي حق الغير للغير لاعتبارات خاصة ظالمة ٠٠

فما هي الاعتبارات الخاطئة التي تدفع لعدم الاتصاف بالعدل في واقعنا السوداني؟

إن أظهر ما تقدح في عدالة السودانيين هي ، المحسوبية التي تتجلى في وفاء الحقوق للاعتبارات التالية: –
١ ٠ الإثرة على العنصرية ٠ وتندرج تحتها القبلية والعشائرية وما لها علاقة بصلة الدم
٢ ٠ التفضيل على الجهوية وكل ما هو متعلق بالمناطقية والجغرافيا والتاريخ ومحددات الهوية المائزة
٣ ٠ التفضيل بسبب التحزب وكل ما هو متعلق بالانتماءات السياسية والولاءات بسبب المصالح المتعلقة ببسط السيطرة عبر حكم الناس
٤ ٠ حرمان بسبب الخلافات العقائدية والفكرية ومنها الدينية والملية والطائفية ٠٠

عليه وحتى لا ندفع المجتمع نحو النفاق والمصانعة يجب استدعاء صفة الشفافية لحل قضية أعتقد أنها يقينية ، تخبرنا ضآلة محتمل العثور على شخص غير متحزب غير قبلي غير جهوي غير مؤدلج ٠٠ إلى غيرها من مقدحات العدالة ٠٠ فيكون ذات شأن في أحد مجتمعاتنا وتكتلاتنا السودانية ٠٠ رجل بلا طعم ولا رائحة ولا لون ولا فيض ولا هو إمعة ولا قائد ؟ !

إذن ما هي المعادلة التوفيقية لتأمين الشرط اللازم والضروري لكل من نسعى لتكليفه بأداء الوظيفة العامة في هذه المرحلة المفصلية من تاريخ السودان؟
أعتقد أن هذا السعي يجب أن يتقيد بحذر الوقوع في سوء أشد نكرا وهو جبر المتطلعين الطامعين للتماهي في فضاء المنافقة باخفاء أي من نزعات قدح العدالة فقط من أجل الحصول على الوزارة !

فمع أهمية التحرر مما يقدح العدالة والبعد من النفاق من أجل الوظيفة ؛ فإن الحل الذي اقترحه هو إلزام كل من يتطلع للوظيفة العامة بالتخلي عن أي صفة أو صفات فيه تمنعه من أن يكون عادلا مع الجميع وهو يؤدي وظيفته العامة كوزير ٠٠

هذه الثقافة اليوم أصبحت ضرورية ٠٠ نحن نعلم بحجم المراجعات والتحولات التي حدثت بتجارب فعلية ذاتية مع كل شخص وكل جماعة وفئة ٠٠ ولحقيقة أن الناس يجب أن يتطوروا ٠٠ والا يوجدوا حجبا للانتقال للحق وقتما تبين لهم أنه الحق ٠٠ ولحقيقة أن التوبة متاحة للكل وألا أحد موكل بالحكم على سرائر الناس ٠٠ ٠٠
لا شخص بدون خطيئة وما من عاقل يشين العفو كنهج إصلاح يبز العقاب ٠٠ ومع ذلك يجب ألا نعتب على الحذرين تحاذرهم في عالم يتباهى باستغفال الطيبين بل ويسعى لاجتثاث الطيبين !
وددت لو أن قومي تساموا بالعفو وشروا المستقبل بالماضي ٠٠ وطرحوا أرضا مثقلات انطلاقتهم نحو المستقبل لادراكهم أنهم في مضمار مسابقة مع أمم وشعوب لا يدانون إلا بعجلة تسارعية ٠٠٠

أتدرون أن من موانع تسابق الخيل والاتن، محاذرة الإصابة بقذائف حوافر الخيل؟
لا تجعل نفسك في المضمار من غير أن تكون فارسا ٠٠ أن الذي سابقك فوق اتان ولو بمراحل فأنت حتما ملاحقه فوق صهوائك ٠٠ وأنت حتما دافعه خلفك بمراحل حذر مدفوع حجر حوافر جوادك الأطهم ٠
السودان وطن يسعنا جميعآ ٠٠ لا على المطلق ٠ لكن إذا طابت كل نفوسنا ٠٠ فهذه ناموس حياة ٠٠ نحن نعيش معا بأخلاقنا الطيبة ٠٠ وحين تسوء الاخلاق فالظل لا يظلل الجميع ٠٠
الدكتور الامين محمود محمد عثمان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى