مقالات

أبشر رفاي يكتب: رؤى متجددة ترحيلات المرتزقة ومليشيات عابرة الحدود البرهان السيسي حفتر وبالعكس

متابعات- مرآة السودان

في الأثر الشعبي ( القنشان ) بمعنى القلشان خشم بيوت أشهره على الإطلاق في الروايات الشعبية ( القنشة الأباها المرفعين ).

القنشة بمعني القلشة نوع من السكون الحذر والتخفي بفهم لفهم معين …
المرفعين الضبع حيوان يسترزق ليلا في جنح الظلام الدامس.. يفضل دائما الإصطياد في مواسم الخريف ( البكلي ) بضم الباء بمعني ذروة الخريف.. يفضل إصطياد فريسته في الليلة الظلماء تعرف محليا ( بالضلمة أم براق ) حالك ظلامها لا يكشف أستاره إلا البرق الشديد.

وكذلك يحبذ المرفعين الإصطياد والتصيد في حالة الجوطة والضجيج والأجواء الصاخبة وهى بالنسبة له أجواء مثالية ‘ غطاء جيدا لعملياته الإصطيادية عكس بعض المخلوقات الأخرى..
كالإنسان مثلا يصطاد جهارا نهارا في الأجواء الهادئة كالهدوء السابق للعاصفة ومنه من يصطاد ويتصيد في المياه العكرة….

للمرفعين حكاوي وروايات شعبية كثيرة في غاية الطرفة والظرافة من بينها شجرته ( شجرة المرفعين ) وكذلك عروقه تعرف محليا بعرق المرفعين و كذلك ( بكاه ) بكاء المرفعين..

يحكى عنه ذهب ذات مرة محتجا لملك الغابة ضد إهانات البشر مبينا في إحتجاجه… بان الناس مابتريح حتى الحيوانات اذا الأسد ( بكى ) يقولوا الأسد ( كرا ) وإذا النمر بكى يقولوا النمر كرا والكرير بمعنى الزئير صوت مقرون بالشجاعة والقوة والبسالة.. عكس البكاء بالضعف والهوان..
وحينما ( يكر ) راجل أمهم ده وهنا يقصد الناس بقولوا المرفعين بكى!

إحتجاج المرفعين هذا يقابله عندنا في التجربة السودانية المتعلقة بجدلية العلاقات التاريخية بين الحكومات والمعارضات
يطلق على بعض المعارضين بصورة مطلقة صفة التمرد في حين يطلق على بعضهم صفة المعارضة.. مع أن الفعل والسلوك مصدره واحد التمرد ضد الدولة..
لكنها هي مرفعيتنا وضبعنتنا المعشعشة داخل بيئتنا السياسية التي تبدو فيها الأشياء في غالب الأحيان إما مقلوبة أو وهمة في شكل ( قلبا )..

( فقنشة ) نتائج لقاء القاهرة في زمن الشفافية وحاجة الناس لمعرفة اي شيئ يخصهم وبالتفاصيل المملة يشبه لحد بعيد القنشة الأباها المرفعين بلتو كان أو أبوسفية أوكرانج والأخير رمتالي المرافعين يركز دائما على الميتات ليس له القدرة والإرادة الكافية لصيد الفرائس الطازجة….

بالرجوع للموضوع( ترحيلات المرتزقة ومليشات عابرة الحدود – البرهان – السيسي حفتر وبالعكس ) مقروء مع آخر قراءة حول أحداث المثلث الحدودي بين السودان مصر ليبيا بمنطقة العوينات الذي حمل عنوان
( غلب الحفارون في أفريقيا والدول العربية وأوروأمريكا وبعد غلبهم سيغلب حفتر )..

ذكرنا وبالحرف الواحد بأن الحدود المشتركة بين الدول تدار من خلال حسن إدارة المصالح الإستراتيجية المشتركة بمعنى اى بلد من بلدان الإشتراك الحدودي ينبغي ان ينظر لبلد الجوار المشترك بانه يمثل عمقه وأستقراره الامني التنموي الإستراتيجي المستدام..
وكما هو معلوم بالضرورة لا تنعقد هذه الرؤية إلا عبر رؤية مشتركة حقيقية ساسها الشراكات الطبيعية والطليعية المتقدمة وقوامها اخلاقيات حسن الجوار بالمفهومين الإنساني والرسالي والمتحضر..

وفي ذات السياق تناقلت وسائل ووسائط الإعلام ومجالس المدينة على نطاق واسع في الاسبوع المنصرم ما رشح من لقاء ثلاثي مشترك بالقاهرة جمع الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسي ورئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان وقائد الجيش الليبي السيد خليفة حفتر..

وعلى الرغم من أهمية اللقاء الذي لا يختلف اثنان حال إنعقاده بأنه قد تناول بلا ادنى شك قضية الحدود المشتركة والتحديات والمهددات الامنية هناك..
الا ان المعلومات والاخبار حول نتائجه المرجوة شحيحة للغاية ( عدا خبر صغير يفيد بأن تمرد الجنجويد الذي حاول هذه المرة اللعب على خط تماس الحدود… صار في خبر كان… وبسبب شح المعلومات حول مخرجات الإجتماع هناك من ذهب في إتجاه وإعراب سياسي مغاير من خبر كان وأخواتها… لخبر إن وصحباتها !

تجنبا للتكهنات والإجتهادات خارج صندوق الموضوع دفعت الرؤى المتجددة بخارطة طريق واضحة المعاليم والمفاتيح حول الموضوع وهى عبارة عن معادلة حسابية آنية بسيطة البرهان + السيسي = حفتر والعكس صحيح..

فالمعادلة في مجملها لا تخرج عن سياقها الحسابي الإيجابي الا في حالة دخولها أو إدخالها في بيئة المعادلات المعقدة وفي هندسة المثلثات وحساب الكسور والبواقي والقسمة الضيزى وحساب التكالب والتفاضل بلا حدود..

كيف لا وفي رأي المثل السوداني ( المعضيه الدبيب بخاف من مجر الحبل )
فالشاهد هنا كل جهود القاهرة منذ نشوب الازمة السودانية بدء” من مرحلة الحرب الوجودية الباردة..
التي نفذت بإسم المدنية وبإسم التغيير والتحول الديمقراطي ومحاربة الإسلاميين والإسلام السياسي والنظام السابق وغيرها من الأقنعة البالية وأوراق التوت التي تساقطت ورقة تلو الاخرى حتى سقطت جميعها امام حقائق الأيام التي لا تكذب أبدا

كل جهود القاهرة بشأن قضية الحرب على السودان لم تر النور الذي يزيح عتمة ظلم وظلام المشروع الأجنبي البغيض وأدواته الذكية والحربائية المتذاكية على كافة الصعد المحلية والإقليمية والدولية…

سؤال من الذي أفشل مبادرة الرئيس السيسي التاريخية القيمة التي جمعت كل رؤساء دول الجوار في وقت عصيب وكيف تمكنت دولة تشاد غير المحايدة في الحرب على البلاد كيف تمكنت من داخل الجلسة المغلقة للسادة الرؤساء الكرام من سحب أعمال المبادرة في مستواها التنفيذي الوزاري لوزراء خارجية دول الجوار.. تحت قناع الإستضافة وغسيل الإستضافات القذرة..

ومن ثم تسويف أعمالها وتمويتها سريريا ( بتعبنا وعيينا وليس إنجمينا ) ودفنها دفن الليل ابوكراعا برا على هامش الجمعية العامة للدورة ٧٨ للأمم المتحدة الأسبق..

تسويفها للأسف الشديد لصالح أجندة المشروع الاجنبي وخطته الخبيثة الرامية لإستمرار الحرب الوجودية المفروضة علي البلاد حتي يتحقق ربط اهدافها السرية والمعلنة حربا أو سلما…

من الذي أجهض مخرجات الحوار السوداني السوداني بالقاهرة على علاته الصفوية والنخبوية الإقصائية…

من الذي يقف وراء تعطيل وتدجين دور القاهرة المحوري التاريخي والقيادي علي مستويات الجامعة العربية والإتحاد الأفريقي والإيقاد ومجلس التعاون الخليجي والإتحاد الأوروبي وامريكا والصين وروسيا دورها في إيجاد فرص حلول عادلة لقضية الحرب على السودان.. بعيدا عن اجندة المشروع الأجنبي البغيض وأدواته الأكثر بغضا جزاء عمالتها وإسترزاقها والإتجار في مأساة السودان ومآسي السودانيين..
والله غالب على امره ولكن اكثر الناس لايعلمون ومنهم من يستخشي ثيابه ومنهم الَمتكبرون امام الحق وحيث الحقيقة…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى