
السودان ومصر ضرورة إقليمية ملحه
تُعد العلاقة بين السودان ومصر من أعمق العلاقات في المنطقة العربية والأفريقية، إذ تجمع البلدين روابط تاريخية وجغرافية وثقافية واجتماعية لا تنفصم. فمن ضفاف نهر النيل الذي يوحّد شعبي وادي النيل، إلى التاريخ المشترك والمعارك السياسية والاقتصادية التي خاضها الطرفان سويًا، ظلت العلاقة بين الخرطوم القاهرة تحمل طابعًا خاصًا لا يشبه سواه.
ومع التطورات السياسية المتسارعة التي شهدها السودان، خاصة بعد حرب الكرامة، عادت هذه العلاقة إلى واجهة الاهتمام الإقليمي والدولي، في همسة وطنيه نحاول ان نساهم بالتحليل والرؤى المستقبلية حول شكل التعاون المرتقب، وحدود التأثير والتأثر، وإمكانية بناء شراكة استراتيجية قائمة على المصالح المشتركة واحترام السيادة بين البلدين نعمل من خلالها الي طرح عوامل الاستفادة من طاقات البلدين لرسم مستقبل مشرق لهما ووضع خارطة للعلاقات في ظل مايتم في العالم من مصالح مشتركة والنهوض بموارد كل دوله علي كافه الأصعدة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وعسكريا
تُعد العلاقة بين السودان ومصرواحدة من أكثر العلاقات الإقليمية تعقيدًا وعمقًا في آنٍ واحد، إذ تتشابك فيها المصالح السياسية والاقتصادية مع الروابط الثقافية والتاريخية، في توازن دقيق بين التقارب والتباعد، الشراكة والندية. فالموقع الجغرافي المشترك، ونهر النيل الذي يربط بين شعبي وادي النيل منذ آلاف السنين، جعلا من هذه العلاقة محورًا مهمًا في معادلات الأمن القومي لكلا البلدين.
عبر العقود، مرت العلاقات السودانية المصرية بمحطات مختلفة؛ من التوافق والتكامل في بعض المراحل، إلى التوتر والبرود في أخرى، على خلفية ملفات شائكة مثل مياه النيل، الحدود، والتدخلات السياسية. ومع ذلك، ظلت شعوب البلدين أقرب إلى بعضها من أي طرف خارجي، ما جعل الرابطة بين الخرطوم والقاهرة عصيّة على الانقطاع التام.
اليوم، ومع ما شهده السودان من تحولات كبرى بعد حرب الكرامة، يفتح المشهد السياسي صفحة جديدة في العلاقة مع مصر، تتطلب مراجعة شاملة لاستراتيجيات التعاون والتعامل، في ظل واقع متغير على المستويين الإقليمي والدولي، وتحديات متصاعدة تتطلب تنسيقًا أكثر حكمة وواقعية.
فهل تمضي الدولتان في طريق شراكة متوازنة تراعي المصالح والسيادة؟ أم أن رواسب الماضي ستُلقي بظلالها من جديد على علاقات لطالما تذبذبت بين الأمل والحذر؟في ظل التحولات العميقة التي يشهدها السودان بعد حرب الكرامة، وتنامي التحديات الإقليمية والدولية، تقف العلاقات السودانية المصرية عند مفترق طرق حاسم. فإما أن تتجه نحو مرحلة جديدة من الشراكة المتكافئة تقوم على المصالح المتبادلة واحترام السيادة، وإما أن تظل أسيرة لحسابات النفوذ والشكوك التاريخية التي كثيرًا ما أبطأت مسار التعاون بين البلدين.
إن بناء علاقة متينة بين الخرطوم والقاهرة لم يعد خيارًا سياسيًا فقط، بل ضرورة إقليمية ملحة في ظل ما تواجهه المنطقة من أزمات في الأمن والمياه والغذاء. والمطلوب اليوم ليس فقط التنسيق في الملفات الكبرى، بل أيضًا تأسيس علاقة مبنية على الثقة، والشفافية، والتكامل الاقتصادي والاجتماعي، بعيدًا عن منطق الهيمنة أو التبعية.
فالعلاقة بين مصر والسودان ليست مجرد معبر حدودي أو نهر مشترك، بل هي شريان حياة لشعبين يرتبطان بمصير واحد… وإذا ما أُدير هذا المصير بحكمة وواقعية، فإن المستقبل قد يحمل فرصة نادرة لنهضة حقيقية في وادي النيل بأكمله.