واشنطن تسعى لـ “فك عقدة السودان”: محادثات مباشرة تلوح بالأفق لوقف الحرب الإنسانية
متابعات-مرآة السودان-واشنطن تسعى لـ "فك عقدة السودان": محادثات مباشرة تلوح بالأفق لوقف الحرب الإنسانية

واشنطن تسعى لـ “فك عقدة السودان”: محادثات مباشرة تلوح بالأفق لوقف الحرب الإنسانية
متابعات-مرآة السودان
أعلنت الإدارة الأمريكية عن تحركات دبلوماسية مكثفة تهدف إلى دفع الجيش السوداني وقوات الدعم السريع نحو محادثات مباشرة لإنهاء الحرب المدمرة، في ظل تصاعد الأزمة الإنسانية.
انفراجة دبلوماسية مرتقبة
أكد مسعد بولس، مستشار الرئيس الأمريكي لشؤون إفريقيا والشرق الأوسط، أن الطرفين “يقتربان من الجلوس إلى طاولة الحوار”، مشيرًا إلى أن الجمود العسكري الحالي دفعهما إلى إبداء الاستعداد للتفاوض. وتجري واشنطن حاليًا مباحثات لوضع مبادئ عامة تمهيدًا لإطلاق المفاوضات، مع أمل في “الإعلان عن شيء قريب جدًا”.
• انفراجة إنسانية: كشف بولس عن تطور ميداني مهم، وهو موافقة الدعم السريع على السماح بدخول شاحنات الإغاثة إلى مدينة الفاشر المحاصرة، حيث بدأ تدفق بعض الإمدادات بالفعل.
• الدعم الرباعي: تأتي هذه الجهود بالتزامن مع تأكيد الدول الأربع المشاركة في الآلية الرباعية (الولايات المتحدة، السعودية، الإمارات، ومصر) على ضرورة إنهاء النزاع.
عقبات الجيش والتعقيدات الداخلية
رغم المبادرات الأمريكية، لا يزال الجيش السوداني بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان متمسكًا بضرورة انسحاب قوات الدعم السريع من المدن وتجميعها في معسكرات متفق عليها كشرط مسبق للتفاوض.
• صراع أجندات: أشار المحللون، مثل عثمان ميرغني وفائز الشيخ السليك، إلى أن جذور الحرب سياسية وليست عسكرية فقط، وأن هناك تعقيدات داخلية وأجندات قبلية وتدخلات إقليمية، وأن جماعات مثل الإسلاميين والمؤتمر الوطني تستثمر في استمرار الحرب.
• غياب الإرادة: يرى الكاتب خالد عبد العزيز أن الفرصة لتحقيق اختراق تفاوضي ضعيفة حاليًا بسبب تصاعد المعارك وعدم وجود إرادة حقيقية لدى الطرفين، مشددًا على أن الأزمة سياسية في جوهرها، تتعلق بفشل القوى المدنية في الاتفاق على قضايا الحكم.
تحديات السلام وشروط التسوية
أكدت أصوات مدنية، مثل خالد عمر يوسف من تحالف “صمود”، على أهمية تعزيز المسار التفاوضي. كما شدد المحللون على أن أي تسوية مستدامة يجب أن تتضمن:
1. حوارًا سياسيًا شاملًا.
2. مبدأ العدالة وعدم الإفلات من العقاب، لا سيما في ظل الانتهاكات الواسعة في دارفور والخرطوم وكردفان وسنار.
يُذكر أن المفاوضات السابقة، بما في ذلك اتفاقا المنامة (يناير 2024) وإعلان جدة (مايو 2023)، قد فشلت في تحقيق نتائج ملموسة أو وقف إطلاق النار.
كارثة إنسانية متفاقمة
منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023، يعاني السودان من واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية عالميًا، حيث:
• تجاوز عدد القتلى 20 ألفًا (وقد يصل إلى 130 ألفًا وفق تقديرات أخرى).
• نزح نحو 15 مليون شخص.
• تحذيرات دولية من مجاعة وشيكة تهدد ملايين السودانيين.










