مصر وتشاد تتحدان .. الجيش يستعيد مناطق استراتيجية والمعارك تتصاعد  

مصر وتشاد تتحدان .. الجيش يستعيد مناطق استراتيجية والمعارك تتصاعد

متابعات-مرآة السودان

في تصعيد لافت للأزمة السودانية، تتضافر الجهود الدبلوماسية والإقليمية لوقف النزيف، بينما تشهد الجبهات الميدانية تطورات متسارعة.

موقف مصر الثابت:

أكد الدكتور بدر عبدالعاطي، وزير الخارجية والهجرة، على ثوابت الموقف المصري الداعم لوحدة السودان وسلامة أراضيه وصون مؤسساته الوطنية، رافضًا أي محاولات تستهدف تقسيم البلاد أو الإضرار باستقرارها. وجدّد إدانته للفظائع والانتهاكات المروعة التي شهدتها مدينة الفاشر، مؤكدًا تضامن مصر الكامل مع الشعب السوداني في هذه المرحلة الدقيقة، ودعمها لحكومة الأمل بقيادة الدكتور كامل إدريس.

جهود دبلوماسية مكثفة:

تناول الاتصال الهاتفي بين وزيري خارجية مصر والسودان نتائج زيارة عبدالعاطي إلى بورسودان في 11 نوفمبر الجاري، وسبل دعم الجهود الرامية للتوصل لتسوية شاملة للأزمة السودانية. وأكد عبدالعاطي ضرورة إطلاق مسار إنساني فعّال يضمن وصول المساعدات دون عوائق، بالتوازي مع زيادة الدعم الإغاثي وتعزيز التعاون مع الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي والوكالات الإغاثية.

تطابق الرؤى المصرية التشادية:

أكد عبدالعاطي أن مباحثاته مع نظيره التشادي عبدالله فضل تناولت الأوضاع الكارثية في السودان، باعتبار أن مصر وتشاد هما دولتا جوار جغرافى للسودان. وقال وزير الخارجية في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره التشادي: «لدينا مصالح مشتركة لوقف هذه الحرب المدمرة في السودان الشقيق حول أولوية الحل السياسي وأنه لا يوجد حل عسكري في السودان»، مؤكدًا تطابق المواقف المصرية والتشادية حول الأهمية البالغة لوقف أي تدفق للسلاح إلى السودان الشقيق من أي ممرات من دول الجوار، وأهمية الدفع في الحل السياسي وأنه لا غنى عنه.

تشاد تدعم جهود السلام:

أكد فضل أن بلاده تتفق مع مصر على دعم جميع المبادرات الرامية لإرساء السلام في السودان، ولدينا اهتمام مشترك مع مصر لتقديم الدعم للعدد الأكبر من اللاجئين السودانيين سواء في مصر أو تشاد. وتابع أن بلاده تستضيف نحو 1.6 مليون سوداني، وعندما يتحقق السلام في السودان سيتم تخفيف الأعباء عن تشاد، مشيرًا إلى أن بلاده تتابع عن كثب جميع المبادرات التي أُطلقت من جانب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، واللجنة الرباعية التي تضم مصر، مضيفًا: «ندعم هذه الجهود والمبادرات».

تطورات ميدانية متسارعة:

في سياق التطورات الميدانية في السودان، كشفت تقارير إعلامية عن استعادة الجيش السوداني السيطرة على منطقتي أم سيالة وأم سنطة في ولاية شمال كردفان، بعد سلسلة من العمليات العسكرية التي شهدت مواجهات مباشرة مع قوات الدعم السريع، في خطوة تعكس استمرار التصعيد الميداني في الإقليم.

جرائم الفاشر وصمة عار:

إلى ذلك، أكد مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، أن الجرائم الفظيعة التي ارتكبتها قوات الدعم السريع في الفاشر وصمة عار في سجل وتاريخ المجتمع الدولي، مشيرًا إلى أن الفظائع التي تتكشف في الفاشر كانت متوقعة، وكان من الممكن الحيلولة دون وقوعها، لكنها لم تُمنع، مؤكدًا أنها تُشكل «أخطر الجرائم».