مشروع الجزيرة يواجه انهيارًا زراعيًا غير مسبوق وتحذيرات من كارثة شتوية.
متابعات-مرآة السودان-مشروع الجزيرة يواجه انهيارًا زراعيًا غير مسبوق وتحذيرات من كارثة شتوية.

مشروع الجزيرة يواجه انهيارًا زراعيًا غير مسبوق وتحذيرات من كارثة شتوية.
متابعات-مرآة السودان
حذّر تجمع “ميثاق أهل الجزيرة” في بيان عاجل من أن مشروع الجزيرة الزراعي، أحد أهم الأصول الإنتاجية في السودان، يواجه انهيارًا زراعيًا غير مسبوق، ما يهدد بـفشل كارثي للموسم الشتوي المقبل وتقويض الأمن الغذائي الوطني. ووصف التجمع الوضع بأنه “كارثة زراعية”، مشيرًا إلى أن منطقتي الحاج عبدالله وود الحداد بمحلية جنوب الجزيرة قد خرجتا بالكامل من دائرة الإنتاج خلال الموسم الصيفي الجاري.
الأسباب المباشرة والمسؤولية
حمّل ميثاق أهل الجزيرة إدارة المشروع ووزارة الري والموارد المائية المسؤولية الكاملة عن هذا الفشل، الذي يعود بشكل رئيسي إلى التدهور الحاد في بنيات الري، وتحديدًا بيارة مزيقيلا التي تُعد الشريان الحيوي للمشروع. وأشار البيان إلى:
• أعطال بيارة مزيقيلا: أعطال متكررة أدت إلى انقطاع متواصل في الإمداد المائي وتوقف الإنتاج كليًا في المناطق المتضررة.
• مشكلة الكهرباء: انقطاع متكرر للتيار الكهربائي عن المحطة المغذية للمنطقتين، ما فاقم من تعطل منظومة الري.
• إهمال القنوات: تحول قنوات الري إلى “غابات من الحشائش” بسبب عدم تطهيرها لفترة طويلة، ما أعاق وصول المياه للحواشات الزراعية وأدى إلى شلل كامل في الدورة الإنتاجية.
عوامل إضافية وتحديات أمنية
إلى جانب المشاكل الفنية والإدارية، فاقمت عوامل طبيعية الأزمة، مثل تأخر الأمطار وظهور آفة “الباحت” التي أجبرت المزارعين على إعادة زراعة محاصيل الذرة والقطن خمس إلى سبع مرات، مما أدى لتأخر وفشل المحاصيل وتكبد خسائر متراكمة دون أي دعم.
كما أشار البيان إلى تقاطع الأزمة الزراعية مع تداعيات أمنية خطيرة، حيث تعرض المزارعون لـعمليات نهب وسلب واسعة النطاق من قبل قوات الدعم السريع عند دخولها المنطقة، ما تركهم في “حالة من العوز التام”. وقد أكد الميثاق أن زيارات مسؤولي المشروع ووزارة الري لم تسفر عن أي نتائج ملموسة أو تغيير يُذكر في واقع الأزمة.
نداء الاستغاثة وتحذير حاسم
أكد الميثاق أن فشل الموسم الصيفي هو ناقوس خطر مدوٍ يضع الموسم الشتوي على المحك، محذرًا من انهيار كارثي محتمل. وطالب التجمع بـإجراءات فورية لإنقاذ الموسم الشتوي، تشمل:
1. الإصلاح الجذري لبيارة مزيقيلا.
2. ضمان استقرار التيار الكهربائي على مدار الساعة.
3. تطهير شامل لقنوات الري من الحشائش.
4. توفير مدخلات الإنتاج (تقاوى وأسمدة) بأسعار مدعومة تراعي الظروف القاسية للمزارعين.
ودعا ميثاق أهل الجزيرة كافة الجهات المعنية إلى تحمل مسؤوليتها التاريخية والوطنية والانتقال من “مرحلة الوعود والزيارات الشكلية إلى التنفيذ العملي الملموس” لإنقاذ الموقف وإعادة الأمل للمزارعين.










