مرآة السودان نعي قامة وطنية: عبدالقادر سالم… صوت كردفان وضمير الفن
متابعات-مرآة السودان مرآة السودان | نعي قامة وطنية: عبدالقادر سالم… صوت كردفان وضمير الفن

مرآة السودان | نعي قامة وطنية: عبدالقادر سالم… صوت كردفان وضمير الفن
بكل الحزن والأسى، وبقلوب راضية بقضاء الله وقدره، ننعى إلى الشعب السوداني عامة، وإلى الأسرة الفنية والأكاديمية خاصة، الفنان الأستاذ عبدالقادر سالم، أستاذ الموسيقى بجامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا، وأحد أعمدة الغناء السوداني الأصيل، وصاحب الإيقاع الكردفاني المميز، والرجل الذي جمع بين الإبداع الفني، والعمق الأكاديمي، ونُبل الخُلُق.
نعي الأستاذ الفنان عبدالقادر سالم
رحل عنا اليوم قامة فنية ووطنية سامقة، رجل لم يكن مجرد فنان، بل مدرسة متكاملة في الذوق، والهوية، والانتماء. كان عبدالقادر سالم صوت كردفان النقي، ولسان بيئتها، وذاكرتها الإيقاعية، وحارس جمالها الشعبي، حملها إلى فضاءات السودان كافة، بل إلى خارج حدوده، دون أن يفرّط في أصالتها أو يبتذل روحها.
🎼 إسهامه الفني
- يُعد من رواد توظيف الإيقاع الكردفاني في الأغنية السودانية الحديثة، حيث قدّمه بروح علمية واعية دون أن ينتزع عنه بساطته الشعبية.
- أسهم في تجديد الأغنية السودانية من داخل التراث، لا على حسابه، فكان مثالاً نادراً للفنان الذي يطوّر دون أن يقتلع الجذور.
- تميّزت أعماله بالصدق، والعمق، واحترام الكلمة واللحن، فخاطبت الوجدان الجمعي للسودانيين.
🎓 دوره الأكاديمي
- عمل أستاذاً للموسيقى بجامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا، حيث تتلمذ على يديه عدد كبير من الطلاب الذين أصبحوا اليوم فنانين وباحثين وموسيقيين.
- جمع بين الممارسة الفنية والدراسة الأكاديمية، فكان جسراً حقيقياً بين الموسيقى الشعبية السودانية والنظرية الموسيقية الحديثة.
- عُرف داخل الجامعة وخارجها بالأمانة العلمية، والتواضع، واحترام طلابه وزملائه.
🌿 أخلاقه وإنسانيته
- كان مثالاً نادراً في التواضع، والهدوء، ونظافة اليد واللسان.
- لم يُعرف عنه تعالٍ أو صخب، بل كان حضوره هادئاً عميق الأثر، كفنه ذاته.
- عاش بسيطاً، قريباً من الناس، كبيراً في عيونهم.
🇸🇩 قيمته الوطنية
في زمن التمزق والضجيج، مثّل عبدالقادر سالم صوت الوحدة الثقافية، وأثبت أن السودان يمكن أن يجتمع حول إيقاع، وكلمة، ولحن صادق. كان فنه رسالة سلام غير مكتوبة، وهو ما يجعل فقده اليوم خسارة وطنية وثقافية جسيمة.
العزاء
نتقدم بأحر التعازي:
- إلى أسرته الكريمة
- إلى طلابه ومحبيه
- إلى جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا
- إلى الوسط الفني والثقافي السوداني
سائلين الله أن يتغمده بواسع رحمته، وأن يجعل ما قدّم في ميزان حسناته، وأن يُلهم أهله ومحبيه الصبر والسلوان.
رحم الله عبدالقادر سالم…
سيبقى إيقاع كردفان نابضاً باسمه،
وستبقى سيرته درساً في الفن والأخلاق والوطنية.











