محيي الدين سالم.. دبلوماسي المخضرم على رأس خارجية السودان
متابعات-مرآة السوان-محيي الدين سالم.. دبلوماسي المخضرم على رأس خارجية السودان

محيي الدين سالم.. دبلوماسي المخضرم على رأس خارجية السودان
وزير الخارجية الجديد..
✍️ عثمان ميرغني-متابعات-مرآة السودان-
أخيراً، وبعد مخاض طويل ومكلف، تم الإعلان عن تعيين السفير محيي الدين سالم وزيراً للخارجية. خطوة لم تأت من فراغ، فهو اسم معروف في السلك الدبلوماسي بفضل خبرته الممتدة وسجله المهني الثرّ، آخره تمثيله للجامعة العربية في دولة جنوب السودان.
غير أن أبرز محطات سيرته كانت فترة عمله في الإمارات العربية المتحدة، حيث نجح في أصعب الظروف التي أعقبت عزلة السودان بعد حرب الخليج. ولم تكن تلك التجربة عابرة، بل صنعت له رصيداً من العلاقات الوثيقة مع القيادة الإماراتية، وعلى رأسها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان. تلك العلاقات ظلت ممتدة حتى اليوم مع الشعب والحكومة، مما يمنح الوزير الجديد أفضلية واضحة في دفع العلاقات السودانية ـ الإماراتية نحو آفاق أرحب، مدفوعة بمصالح مشتركة يمكن أن تتحول لشراكات استراتيجية منتجة.
كما شملت خبراته محطات مهمة في السعودية والكويت، وهما من أكثر الساحات تأثيراً في السياسة الإقليمية والدولية، وهو ما يضيف لخبراته بعداً آخر يعزز قدرته على إدارة ملف العلاقات الخارجية بكفاءة.
لكن الطريق أمام الوزير سالم لن يكون مفروشاً بالورود. فالمؤسسة الدبلوماسية السودانية تعاني منذ سنوات من ضعف البنية وغياب الرؤية، وتحولت في كثير من الأحيان إلى عبء مالي يستهلك موارد الدولة دون أن يحقق عائداً ملموساً لمصالح السودان. والمشكلة ليست في السفراء أنفسهم، بل في غياب السياسة الخارجية المصنوعة برؤية استراتيجية واضحة.
رغم مرور سبعين عاماً على الاستقلال، ما يزال السودان يفتقد إلى بوصلة تحدد اتجاه مصالحه، إذ ظل يتعامل مع الملفات الدولية بمنطق ردود الأفعال أو الحسابات الشخصية لبعض القيادات النافذة.
ولكي ينجح الوزير سالم في مهمته، فهو بحاجة أولاً إلى بناء مؤسسة دبلوماسية قوية تستند إلى خارطة طريق واضحة المعالم. ويتطلب ذلك إشراك مؤسسات أساسية في صياغة استراتيجية السياسة الخارجية، أبرزها:
- رئاسة مجلس السيادة ومجلس الوزراء،
- المخابرات العامة،
- الاستخبارات العسكرية،
- وزارة الداخلية،
- المركز القومي للتخطيط الاستراتيجي،
- مراكز الدراسات الاستراتيجية خاصة في الجامعات الكبرى مثل جامعة الخرطوم.
على هذه المؤسسات أن تعمل معاً في تحديث الاستراتيجية بما يتوافق مع المتغيرات الدولية، وكلما تمتعت هذه العملية بالاستقلالية وحرية التفكير، ازدادت قدرتها على إدارة مصالح السودان الخارجية بعقلانية وذكاء.
لا يليق بدولة بحجم السودان، بتاريخها وخبراتها ومواردها، أن تظل رهينة للصدف وتقلبات اللحظة.