
مأساة سودانيين بسجون سرت: ظروف إنسانية كارثية ونداءات عاجلة
تُظهر تقارير صادرة عن دارفور 24 أوضاعًا إنسانية مزرية يعاني منها عشرات السودانيين المحتجزين بسجون مدينة سرت الليبية. فقد أفاد معتقلون سابقون بوجود أعداد كبيرة لا تزال رهن الاعتقال في ظروف صحية وإنسانية بالغة السوء، معظمهم معتقلون منذ العام الماضي والحالي بتهم تتعلق بالهجرة غير النظامية أو الاشتباه في إصابتهم بأمراض معدية.
وتشير شهادات المعتقلين السابقين إلى أن عمليات الاعتقال تتم بشكل رئيسي عند نقاط التفتيش على الطريق الساحلي بين شرق وغرب ليبيا، أثناء محاولة هؤلاء الوصول إلى طرابلس للتسجيل لدى مفوضية اللاجئين. معظمهم من مناطق النزاع في السودان، ولا يحملون وثائق سفر رسمية، ويعانون من أمراض مزمنة. كما تم احتجاز آخرين خلال حملات أمنية داخل سرت، حيث تُوصف ظروف الاحتجاز بـ”الكارثية” داخل مركز إيواء تحت إشراف السلطات الليبية.
يُضاف إلى ذلك، صمت ذوي المحتجزين عن أماكنهم، فلا يعلمون شيئًا عن مصير أبنائهم منذ لحظة الاعتقال، رغم صدور قرارات إبعاد لبعضهم لم تُنفذ حتى الآن. وقد أكد معتقل سابق أن معظم المحتجزين ينحدرون من ولايات دارفور، كردفان، سنار، الجزيرة، والنيل الأبيض.
في سياق متصل، أعلن جهاز مكافحة الهجرة غير النظامية الليبي مؤخرًا عن ترحيل 122 لاجئًا سودانيًا من أجدابيا وسرت إلى الكفرة، تمهيدًا لترحيلهم، مما يبرز استمرار انتهاكات حقوق الإنسان ضد اللاجئين السودانيين في ليبيا. وتُقدر المفوضية السامية لشؤون اللاجئين عدد اللاجئين السودانيين في ليبيا بنحو 313 ألفًا، متوقعة ارتفاع العدد إلى 500 ألف قبل نهاية العام.
يناشد هذا التقرير المنظمات الدولية والحقوقية بالتدخل العاجل لإطلاق سراح المحتجزين أو ترحيلهم بأمان إلى وطنهم، في ظل هذه الأوضاع الإنسانية الكارثية التي تهدد حياة مئات السودانيين في سجون سرت.