مقالات

غازي أبو سيل يكتب أحمد عثمان حمزة.. “حارس الخرطوم” الذي طوع المستحيل وصنع الأمل من قلب الركام

متابعات-مرآة السودان أحمد عثمان حمزة.. "حارس الخرطوم" الذي طوع المستحيل وصنع الأمل من قلب الركام

​أحمد عثمان حمزة.. “حارس الخرطوم” الذي طوع المستحيل وصنع الأمل من قلب الركام

 

​في تاريخ الأمم، لحظات فارقة تفرز معادن الرجال؛ فبينما تضيق المحن بالنفوس، يبرز القادة الذين يختارون المواجهة لا الانسحاب، والثبات لا الهروب. ومن بين هؤلاء، يسطع اسم الأستاذ أحمد عثمان حمزة، والي ولاية الخرطوم، الذي لم يكن مجرد مسؤول تنفيذي، بل أصبح رمزاً للصمود وعنواناً لـ “حكومة الأمل” في أحلك الظروف التي تمر بها البلاد.

​من التكنوقراط العفيف إلى “القائد الفدائي”

​عُرف أحمد عثمان حمزة قبل الحرب بأنه رجل الدولة التكنوقراط، صاحب اليد النظيفة والنهج العملي الذي لا يهدأ. جاء ليخدم إنسان الخرطوم في معاشه، وكهربائه، ومياهه. ومع اندلاع “حرب الكرامة”، لم يتوارَ خلف المكاتب، بل ضرب أروع الأمثلة في الشجاعة والفداء، باقياً في وسط ولايته، مقاسماً مواطنيه الشدة قبل الرخاء، ومنظماً لصفوف المقاومة الشعبية تحت شعار “جيش واحد.. شعب واحد”.

​المسؤول الاجتماعي الأول: التكايا وجبر الخواطر

​لم تمنعه أعباء الحرب وإدارة الأزمات من الحفاظ على “إنسانية المسؤول”. فقد تصدر المشهد الاجتماعي كأول مسؤول يشارك الناس أفراحهم وأتراحهم رغم أزيز الرصاص.

  • ثورة التكايا: قاد بنفسه تنظيم العون الإنساني ودعم التكايا والمطابخ الجماعية لضمان ألا يجوع مواطن في ولايته.
  • زيارة الرموز: ظل وفياً لرموز المجتمع السوداني، يزورهم ويتفقد أحوالهم، مؤكداً أن الدولة ليست مجرد قرارات، بل هي “سند وعضد”.

​العودة الطوعية ونفير الإعمار

​اليوم، ومع اقتراب بشائر النصر، تبرز الحاجة لبقاء هذا الرجل في موقعه أكثر من أي وقت مضى. إن دعوات بقائه هي دعوات “للتنمية والتعمير”؛ فهو الأعرف بخبايا الولاية والأقدر على قيادة ملف العودة الطوعية لأهل الخرطوم في الداخل والخارج، وتحويل الخرطوم من ساحة معركة إلى ورشة عمل كبرى.

​نداء الوفاء: تكريم “الرجل الذهبي”

​إن أحمد عثمان حمزة اسم كُتب بمداد من ذهب في ذاكرة الوطن. ومن باب الوفاء لأهل العطاء، نوجه دعوة للدولة وللمجتمع السوداني بضرورة تكريم هذا الرجل الذي كان سداً منيعاً في وجه الانهيار، وركناً أساسياً في معركة الكرامة. إن بقاءه هو استكمال لمسيرة البناء، وتكريمه هو احتفاء بقيم النزاهة والشجاعة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى