عثمان ميرغني: القوى السياسية السودانية غير ناضجة رغم التوافق الدولي على إنهاء الحرب
متابعات-مرآة السودان- عثمان ميرغني: القوى السياسية السودانية غير ناضجة رغم التوافق الدولي على إنهاء الحرب

عثمان ميرغني: القوى السياسية السودانية غير ناضجة رغم التوافق الدولي على إنهاء الحرب
متابعات – مرآة السودان
في ظل تصاعد الجهود الدولية والإقليمية لإيقاف الحرب المستمرة في السودان منذ أكثر من عامين، خرج رئيس تحرير صحيفة التيار السودانية، عثمان ميرغني، برؤية نقدية حادة تجاه المشهد السياسي، مؤكدًا أن غياب النضج السياسي لدى القوى الفاعلة في البلاد يمثل العائق الأكبر أمام الوصول إلى حل شامل ومستدام.
توافق دولي.. وانقسام داخلي
أوضح ميرغني أن المجتمع الدولي، من الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي إلى القوى الإقليمية الكبرى، أبدى اتفاقًا غير مسبوق حول ضرورة إنهاء الحرب وتهيئة الساحة لمرحلة انتقالية تعيد بناء الدولة السودانية. لكنه شدد على أن هذه الإرادة الخارجية تصطدم بعقبة داخلية تتمثل في تشرذم القوى السياسية وتغليبها للمصالح الحزبية الضيقة على حساب المصلحة الوطنية.
وأضاف: “لا توجد حتى الآن رؤية موحدة أو برنامج انتقالي جامع، وكل ما نشهده هو صراع بيانات وتحالفات هشة لا تخاطب تطلعات الشارع السوداني ولا تعالج جذور الأزمة.”
أزمة قيادة وطنية
وأشار رئيس تحرير التيار إلى أن غياب القيادة الوطنية القادرة على توحيد الصف السوداني ساهم في تفاقم الأزمة، إذ يظل الشارع في حالة إحباط وانقسام، فيما تستغل بعض الأطراف الإقليمية والدولية هذا الفراغ لتكريس نفوذها على حساب وحدة البلاد وسيادتها.
التداعيات الإنسانية والاقتصادية
ونبّه ميرغني إلى أن استمرار الحرب لا يعني سوى مزيد من الانهيار الاقتصادي وتفاقم المأساة الإنسانية، حيث يواجه ملايين السودانيين خطر النزوح والجوع وانعدام الخدمات الأساسية. وحذّر من أن استمرار القوى السياسية في تبادل الاتهامات والانقسامات قد يطيل أمد الأزمة ويفتح الباب أمام سيناريوهات أكثر تعقيدًا.
في ختام حديثه، دعا ميرغني القوى السياسية إلى تقديم تنازلات شجاعة والجلوس إلى طاولة حوار وطني شامل، يتجاوز حسابات النفوذ والتمثيل الحزبي نحو صياغة مشروع وطني جامع، يعيد للسودان استقراره ويضع حدًا للحرب التي أنهكت الدولة والمجتمع.