صبري المهدي يكتب الشهيد محمد قسم بطل معركة الجسر الذي غير مجرى التاريخ
متابعات -مرآة السودان الشهيد محمد قسم... بطل معركة الجسر الذي غيّر مجرى التاريخ

من سلاح المدرعات فرسان في قلب التاريخ
الشهيد محمد قسم… بطل معركة الجسر الذي غيّر مجرى التاريخ
في قلب أم درمان، حيث تتقاطع الذاكرة بالبطولة، تسكن قصة لا تُروى إلا بدماء الرجال الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه. هناك، على ضفاف النيل، في معركة الجسر، برز اسم محمد قسم كوميضٍ في ليلٍ طويل، ليكتب بدمه فصلاً جديدًا في تاريخ السودان المقاوم.
وُلد محمد قسم في الولايه الشماليه محافظة مروي ، تربّى على قيم الكرامة والشجاعة، وحُب الوطن. كان يرى في كل حجر من حجارة المدينة وعدًا بالكرامه، وفي كل نغمة من أناشيدها نداءً للرجال كي يحموا الأرض والعِرض.
فجر المعركة
اندلعت معركة الجسر في العاشر من مايو في العام ٢٠٠٨حين حاولت القوات الغازية التقدّم نحو الخرطوم من جهة النيل، ظنًّا منهم أن الطريق سيكون سهلاً نحو السيطرة على أم درمان والخرطوم. لكنّ أبناء السودان كانوا في الموعد، وكانت الأرض تغلي بالعزم والإيمان.
في تلك اللحظات الحاسمة، حضر الشهيد من منزله ، وقطع وعدًا أمامهم “لن يمرّوا ما دامت فينا أنفاس.”
حين اشتدّ القتال عند الجسر، تعرّضت القوات المسلحه لضغط هائل، وقتها امتطى الشهيد محمد قسم صهوة الدبابه الامريكيه وتقدّم نحو العدو وهو يهتف بالتكبير بالتهليل وبأسم السودان.
اخترق الصفوف تحت نيران كثيفة، ونجح في تدمير المركبات والعتاد الذي كان سيُستخدم لعبور الجسر، مما أوقف تقدّم العدو تمامًا، وسمح للمقاتلين بإعادة تنظيم صفوفهم.
وكانت لحظه فاصلة لم تغيّر فقط مسار المعركة، بل زرعت في نفوس المقاتلين روحًا جديدة من الإصرار والعزة.
استشهاده وبقاء الأثر
سقط محمد قسم في أرض المعركة متوشحًا بدمائه، لكنه لم يسقط من ذاكرة الوطن. كان استشهاده الشرارة التي أيقظت الوعي الجمعي، فصارت معركة الجسر رمزًا لصمود أم درمان، ومثالاً يُروى للأجيال عن معنى التضحية.
كان الشهيد محمد قسم نظاميًا، برتبة المساعد يتبع لسلاح الفرسان(المدرعات)، لايمتلك مالا ولا ثروة يتباهى بها لكنه امتلك ما هو أسمى من ذلك الإيمان بقضية، والحب الخالص للوطن. اليوم، حين تمرّ على الجسر الذي شهد بطولته، تشعر أن روحه ما زالت هناك، تحرس المدينة بصمتٍ شامخ.والذي لايعلمه الكثيرون عن الشهيد محمد قسم كان يحمل درجة الماجستير وفي طريقه لنيل درجة الدكتوراه وله من الابناء البراء والقعقاع الان في الصفوف الاماميه في معركة الكرامه وابنته المهندسه حواء صممت كاشفة الغام الآن موجوده بسلاح المهندسين
هذا مكتوبي للأمانة والتاريخ
تقبله الله في اعالي الجنان
نصر من الله وفتح قريب
الرمال المتحركه










