شلل نقدي يضرب السوق الموازي في السودان: الدولار يقفز إلى مستويات تاريخية والجنيه يفقد الثقة

شلل نقدي يضرب السوق الموازي في السودان: الدولار يقفز إلى مستويات تاريخية والجنيه يفقد الثقة

متابعات-مرآة السودان

دخل السوق الموازي في السودان اليوم، السبت 15/11/2025، مرحلة “شلل” نقدي واضحة المعالم، وسط قفزات غير مسبوقة في أسعار الصرف وتزايد “الدولرة” ونقص حاد في السيولة. وتأتي هذه التطورات على خلفية تضارب في القرارات الرسمية والتصريحات المتباينة التي غذّت المضاربات ودفعت الجنيه إلى قاع تاريخي جديد.

قفزة تاريخية في سعر الصرف

• السعر اليوم: سجل سعر بيع الدولار الأمريكي 3800 جنيهاً (مقابل 3700 جنيهاً للشراء).

• مقارنة ما قبل الحرب: يمثل هذا السعر زيادة ضخمة تبلغ حوالي 571% مقارنة بسعر الدولار ليلة اندلاع الحرب في أبريل 2023، الذي كان عند 560 جنيهاً.

• خلاصة الأسعار الأخرى: سجلت العملات الرئيسية الأخرى مستويات قياسية أيضاً، حيث بلغ سعر بيع الجنيه الإسترليني 5000 جنيهاً، واليورو 4418.6046 جنيهاً، والريال السعودي 1013.3333 جنيهاً.

تدهور اقتصادي وأزمة سياسات

يُعاني الاقتصاد السوداني من تدهور حاد جراء الحرب، مع انكماش النشاط وتآكل الإيرادات، مما أضعف قدرة السياسة النقدية. ويؤكد هذا التدهور ما يلي:

• انكماش الناتج: قدّرت مجموعة التنمية الإفريقية انكماش الناتج الحقيقي في عام 2023 بنحو 37.5% وارتفاع التضخم إلى أكثر من 245%.

• خطر التضخم من الطباعة: يرى خبراء أن إصدار فئة 2000 جنيه دون غطاء كافٍ يزيد التوقعات التضخمية، ويُنظر إليه كـ “توسع كمي غير مدعوم”، مما يدفع الأفراد إلى التحوط عبر شراء الدولار.

• تزايد الفقر: اعترفت السلطات رسمياً بارتفاع نسبة الفقر من 21% إلى 71%، مما يعكس تحولاً بنيوياً في هيكل الطلب وتأثير ارتفاع كلفة الواردات الأساسية.

توقعات قاتمة للمستقبل

في ظل غياب أي مسار سياسي واضح لإنهاء الحرب، تزداد التوقعات سوءاً:

• توقع سعر الدولار 2026: تشير ديناميات السوق الحالية إلى احتمالية اختراق الدولار لحاجز 5000 جنيهاً في الربع الأول من عام 2026، مدفوعاً بـ “الدولرة الدفاعية” وشح النقد المحلي.

• الحل مرهون بإنهاء الحرب: يؤكد التحليل أن القرارات النقدية المعزولة لن تنجح في مواجهة الاختلال الهيكلي والجذري للاقتصاد، وأن أي تعافٍ مشروط بـ وقف شامل للقتال، وإصلاحات مالية، واستعادة قدرة الدولة على الجباية والإنفاق.

الخلاصة: أدت الصدمة الاقتصادية الناجمة عن الحرب إلى تآكل وظيفة الجنيه كحافظة للقيمة، وأصبح الشلل النقدي هو العنوان الأبرز، مع هيمنة العملات الصعبة على القرار الاقتصادي للأفراد والشركات.

أسعار بيع العملات مقابل الجنيه السوداني اليوم السبت 15\11\2025م