مقالات

شعاران.. روايتان متناقضتان عن السودان في زمن الحرب

متابعات-مرآة السودان-شعاران.. روايتان متناقضتان عن السودان في زمن الحرب

شعاران.. روايتان متناقضتان عن السودان في زمن الحرب

متابعات-مرآة السودان-

في مشهد يختزل الانقسام السياسي والثقافي العميق الذي يعيشه السودان في ظل الحرب الجارية، برزت نسختان مختلفتان من شعار جمهورية السودان، عقب إعلان حكومة “تأسيس” التابعة لقوات الدعم السريع كسلطة موازية لحكومة “الأمل” المدعومة من الجيش. وقد أثار هذا الاختلاف موجة نقاش واسعة حول الدلالات البصرية والسياسية للألوان والتصاميم المستخدمة في كلا الشعارين.

الفنان التشكيلي آدم أبوحازم أوضح لصحيفة التغيير أن الألوان ليست مجرد عناصر زخرفية، بل تحمل رموزاً ومعاني تتجاوز الشكل الخارجي. وأشار إلى أن اللون الذهبي يعكس الأناقة والنجاح والإنجاز، فيما يرمز الأحمر إلى القوة والطاقة والإثارة، لكنه أيضاً يحمل إيحاءً بالخطر، بينما يجمع الأسود بين السلطة والأناقة من جانب، والغموض والخوف من جانب آخر. وأضاف أن تداخل الأبيض والأسود والأحمر يكوّن منظومة لونية غنية قادرة على التعبير عن هوية السودان المتعددة الأبعاد، مؤكداً أن الفن يظل أداة أصيلة لتبسيط المفاهيم العميقة وبناء الهوية الجماعية.

الشعار الأول ارتبط بحكومة بورتسودان بقيادة الجيش وحلفائه من القوى السياسية وحركات الكفاح المسلح وكتائب الحركة الإسلامية، واتسم بتصميم صارم وألوان حادة تحمل خطاباً صراعياً يميل إلى الانتصار والمواجهة.

أما الشعار الثاني، الذي تبنته حكومة “تأسيس” المنبثقة عن تحالف السودان الجديد المنضوي تحت قوات الدعم السريع، فجاء بلون ذهبي لامع يرمز إلى الاستقرار ويبعث برسالة مرتبطة بالدولة المدنية.

ويرى خبراء أن الفارق بين الشعارين لا يقتصر على الشكل والألوان، بل يعكس تبايناً أعمق في الخطاب السياسي: شعار الجيش يحمل نبرة حادة تؤكد على الصراع والانتصار، بينما يسعى شعار حكومة “تأسيس” إلى إيصال رؤية أكثر هدوءاً تدعو إلى الاستقرار والانتقال المدني. وهكذا يجد السودانيون أنفسهم أمام رمزين متناقضين لشعار وطني واحد، كل منهما يحاول صياغة رواية مختلفة عن حاضر ومستقبل البلاد

المجلس
الجديان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى