د. حسين العالم يكتب شركات المساهمة العامة: هل تملك الجمعيات العمومية السلطة الحقيقية أم مجرد واجهة
متابعات-مرآة السودان

شركات المساهمة العامة: هل تملك الجمعيات العمومية السلطة الحقيقية أم مجرد واجهة
شركات المساهمة العامة هي كيانات تجارية يسمح لها بطرح أسهمها للاكتتاب العام في البورصة، حيث يتملكها المساهمون وتخضع لإشراف هيئات رقابية محايدة. تتميز هذه الشركات بأن رأس مالها مقسم إلى أسهم قابلة للتداول في السوق المالي، مما يمنح المساهمين مسؤولية محدودة تقتصر على قيمة أسهمهم فقط.
تُدار هذه الشركات عبر مجلس إدارة منتخب من مساهميها، والجمعية العمومية للمساهمين تمثل السلطة العليا، إذ تضم جميع الأعضاء والمساهمين، وهم يلعبون
دورا أساسياً في إدارة الشركة واتخاذ القرارات المصيرية المتعلقة بمصالحها.
تمتلك الجمعية العمومية صلاحيات واسعة تشمل:
– مراجعة الحسابات السنوية وتقييم أداء الإدارة.
– تعيين مجلس الإدارة أو إقالته عند الضرورة.
– الموافقة على أي تعديلات في النظام الأساسي للشركة.
– اتخاذ قرار بشأن توزيع الأرباح على المساهمين.
– الموافقة على زيادات أو تخفيضات رأس المال.
– إقرار الاستراتيجيات الأساسية لتوجه الشركة.
– مناقشة قضايا هامة مثل عمليات الدمج أو شراء شركات أخرى.
تُعقد الجمعيات العمومية عادة اجتماعات دورية سنوية تتناول جدول أعمال محدد، يتم إعداده مسبقًا مع إرسال الدعوات لجميع الأعضاء قبل فترة كافية، ويتم التصويت على القرارات وفقًا للنظام الأساسي، مع التأكد لاحقًا من تنفيذ ما تم اعتماده.
رغم هذه الصلاحيات الواسعة، تواجه الجمعيات العمومية في الواقع تحديات كبيرة تضعف من قدرتها على ممارسة دورها الحقيقي. فغالبًا ما يكون رئيس مجلس الإدارة هو من يدير اجتماعات الجمعية العمومية،
هذا يمنح رئيس المجلس فرصة كبيرة لتمرير الأعمال كما هي دون مناقشة حقيقية أو نقد بناء.
وبذلك يكون رئيس مجلس الإدارة (الجهة المُراقَب) هو مَن يدير اجتماعات الجمعية (الجهة الرقابية)!
التقارير وأجندة الاجتماع تُصاغ وتُعتمد مسبقًا من قِبَل مجلس الإدارة، ثم تُعرض على الجمعية كـ”أمر واقع”.
يحاول رئيس المجلس تمرير القرارات دون نقاش جوهري، عبر توزيع الأدوار بين أعضاء معروفين مَن يُقترح ومَن يثني ومن يتحدث ومن لا يتحدث.
في هذه الأجواء، يجد أعضاء الجمعية العمومية أنفسهم مجرد حضور شكلي، يُقدم لهم “شنطة بها أدوات مكتبية ووجبة طعام دسمه دون اي مشاركة فاعلة في اعمال الجمعية وحتى تتمكن الجمعيات العمومية ممارسة سلطاتها المسلوبة واسترداد صلاحياتها نطالب بالاتي
1. تمكين الجمعيات العمومية من ممارسة صلاحياتها دون قيود.
2. منع فرض أجندة مُعدة مسبقًا أو تقارير مُهيمَن عليها.
3. انتخاب رئيس الجلسة من بين المساهمين لا من مجلس الإدارة لضمان حياد إدارة الاجتماع.
السلطة الحقيقية لا تكمن في النصوص وحدها، بل في آليات تنفيذها وحياد من يديرها”.
—