د.طارق عشيري يكتب همسة وطنية السودان ينتفض إرادة شعب لا تقهر أمام وعود زائفة من الخارج
متابعات-مرآة السودان السودان ينتفض إرادة شعب لا تقهر أمام وعود زائفة من الخارج

السودان ينتفض إرادة شعب لا تقهر أمام وعود زائفة من الخارج
همسه وطنيه
في خضم الحرب الطاحنة والتحديات المتفاقمة التي تعصف بالسودان، يتبادر إلى الأذهان سؤال مصيري: من أين يأتي النصر والنجاة؟ فبينما تتوالى المبادرات الدولية والوعود الإقليمية، يؤكد الواقع أن خلاص السودان لن يتحقق إلا بجهود أبنائه.
الإرادة الوطنية.. كلمة السر:
لطالما آمنتُ بأن حل أزمتنا يكمن في قدراتنا الداخلية، فما حرب الكرامة إلا دليل على صبر شعبنا وتحمله. ورغم سعي البعض لحلول خارجية، أؤمن بأن الخلاص بأيدي المخلصين من أبناء هذا الشعب العظيم.
لماذا لا نعتمد على الخارج؟
التاريخ والسياسة يعلماننا أن الشعوب هي صانعة مصيرها، وأن التدخلات الخارجية لا تبني وطنًا ما لم ينهض أهله. فالخارج يتحرك وفق مصالحه، والدول تسعى لتحقيق أجنداتها المتضاربة في السودان. التعويل على الخارج رهان خاسر، يجعل مصيرنا مرتهنًا بمفاوضات لا نملك فيها قرارنا.
كيف نبني سودان الغد؟
الوطن يُبنى بتكاتف أبنائه وتقديم مصلحة السودان على أي انتماء. يجب أن نعي أن الصراع لا يولد دولة، بل ضعفًا وتمزقًا. السودان يحتاج إرادة وطنية خالصة تضع حدًا للقتال وتبدأ مرحلة البناء.
أسس الخلاص:
– تصالح مع الذات: بداية الحل تكمن في تصالح السودانيين مع أنفسهم، ثم مع بعضهم، دون شروط أو أجندات خفية.
– الكفاءة والنزاهة: يجب أن يكون الكفاءة والنزاهة معيارنا، والوطن بوصلتنا.
– دولة المؤسسات: عودة الدولة بمؤسساتها وقوانينها ضرورة، وإدراك الجميع بأنه لا أحد سيحمي السودان إلا أهله.
دور الخارج محدود:
قد يقدم الخارج الدعم الفني والمالي والإنساني، لكنه لن يزرع الاستقرار أو يوقف الفتنة أو يعيد الوحدة الوطنية. هذه مهام سودانية خالصة لا يمكن استيرادها.
كلمة أخيرة:
لا خلاص للسودان إلا بإيمان أبنائه بحقهم في بنائه. فإذا نهض الشعب وتوحدت كلمته، سيقوم الوطن مهما اشتدت العواصف. أما إذا انتظرنا يدًا من الخارج، فسنظل في دائرة الوعود، بينما يبتعد المستقبل. سودان ما بعد الحرب سيكون أقوى وأجمل.











