د. طارق عشيري يكتب جيل لقصه وطن جديد
متابعات -مرآة السودان . طارق عشيري يكتب جيل لقصه وطن جديد

✒️🎯همسه وطنيه🎯 ✒️
جيل اليوم يقف على مفترق طرق تاريخي، حيث يعيش آثار الحرب وتحدياتها، لكنه في ذات الوقت يحمل مفتاح العبور نحو سودان جديد. فكما أن الحرب تركت جراحاً في جسد الوطن، فقد تركت أيضاً دروساً
عميقة في وعي الشباب عن قيمة السلام، وأهمية الوحدة، وضرورة العمل الجاد لإعادة الإعمار. إن السودان ما بعد الحرب يحتاج إلى جيلٍ يملك الإرادة ليحوّل الألم إلى أمل، والخراب إلى بناء، والانقسام إلى وحدة. جيل اليوم ليس مجرد شاهد على المأساة، بل هو صانع
المستقبل، وبيده أن يؤسس لوطنٍ أكثر قوة وعدلاً واستقراراً.
إن مستقبل السودان لن يُرسم بالصدفة، بل سيُبنى بسواعد أبنائه وعقول شبابه. والحقيقة التي يجب أن ندركها جميعاً هي أن أي أمة لا تنهض إلا بإنسانها أولاً، والإنسان لا يتشكل إلا بالتربية الواعية، والتعليم الجاد، وغرس القيم الوطنية في النفوس منذ الصغر.
إن صناعة جيل يبني السودان تعني صناعة جيلٍ يتسلح بالعلم، ويؤمن بالعمل، ويضع مصلحة الوطن فوق مصالحه الشخصية. جيل يملك رؤية واضحة للمستقبل، ويعرف أن التنمية ليست شعارات، وإنما التزام يومي يبدأ من مقاعد الدراسة وينتهي في ميادين الإنتاج والبناء.
جيل يبني السودان هو جيل يعتز بانتمائه، ويصون وحدته الوطنية، ويرفض الانقسام والفرقة. جيل يحترم الاختلاف، ويؤمن أن التنوع قوة، لا سبب للضعف أو الاحتراب. وهو جيل يضع الانضباط قيمة أساسية، والابتكار نهجاً في التفكير، والصدق والإخلاص قاعدة في التعامل مع وطنه وأهله.
لكن مسؤولية صناعة هذا الجيل لا تقع على عاتق المدارس وحدها، بل تبدأ من الأسرة التي تغرس القيم، والمجتمع الذي يحتضن الشباب، والحكومة التي توفر البيئة العادلة للتعليم والعمل، والإعلام الذي يزرع الوعي ويعزز الهوية. إنها مسؤولية مشتركة بين الجميع بلا استثناء.
إن السودان لن ينهض إلا بجيلٍ يحمل الحلم والإرادة معاً. جيل لا يعرف اليأس، ولا يتراجع أمام التحديات، بل يحول المحن إلى فرص، ويكتب بعرقه وصبره قصة وطنٍ جديد. فلنصنع ذلك الجيل اليوم، قبل أن يسبقنا الغد، لأن بناء السودان يبدأ من بناء أبنائه. وسودان مابعد الحرب اقوي واجمل