مقالات

د.طارق عشيري يكتب تقدير ظروف أهل السودان واجب وطني وانساني 

متابعات-مرآة السودان -تقدير ظروف أهل السودان واجب وطني وانساني 

همسه وطنيه

دكتور طارق عشيري

تقدير ظروف أهل السودان: واجب

وطني وانساني

 

 

كلما اتصل علي الاهل في السودان يبادرون بالسؤال المعتاد متي العودة الي الوطن تختلف ظرف كل شخص واخر لكن يبقي الحنين الي الوطن هو (البند الاول)

وفي خضم ما يعيشه السودان من محنٍ متلاحقة، تأتي الحاجة الملحّة لتقدير ظروف أهله لا كشعارٍ عابر، بل كقيمة إنسانية ووطنية أصيلة. إن معاناة الشعب السوداني اليوم ليست خفية على أحد، فالحرب والنزوح وانهيار الخدمات وتدهور الاقتصاد، كلها عوامل أنهكت المواطن البسيط الذي ظل رغم كل ذلك متمسكاً بالأمل والصبر والإيمان بالغد الأفضل.

تقدير الظروف يعني أن نفهم حجم الألم قبل أن نحكم، وأن نستوعب عمق الأزمة قبل أن نطالب الناس بما يفوق طاقتهم. فالسوداني الذي يكدّ ليحصل على قوت يومه، والذي يعيش بين ركام الحرب أو في معسكر نزوح، لا يحتاج إلى اللوم، بل إلى الدعم والمساندة والاحترام.

هذا التقدير يبدأ من الوعي بالواقع، ويتجسد في خطابٍ متزنٍ ومسؤول، بعيد عن المزايدات السياسية أو التنظير البارد. فكل كلمة تُقال عن السودان اليوم يجب أن تراعي حساسية اللحظة، وأن تضع في الحسبان أن خلف كل قصة هناك أمهات ينتظرن، وأطفال يحلمون، وشباب يقاتلون من أجل البقاء لا أكثر.

كما أن تقدير ظروف الشعب لا يقتصر على التعاطف، بل يمتد إلى الفعل العملي: مساعدة المتضررين، ودعم المبادرات الوطنية، وإشاعة ثقافة الرحمة والتكافل التي عُرف بها السودانيون عبر التاريخ. إن أعظم ما يمكن أن نقدّمه اليوم هو أن نكون صوتاً لمن لا صوت له، وسنداً لمن أنهكته الأزمات.

سيبقى السودان، برغم الجراح، وطناً عصيّاً على الانكسار. وسيظل أهله مثالاً في الصبر والكرامة، لأن في داخل كل سوداني شعلة أمل لا تنطفئ مهما اشتد الظلام. ومن واجبنا جميعاً أن نحافظ على تلك الشعلة، بتقديرنا واحترامنا وتضامننا الحقيقي مع أهلنا في كل شبر من أرض السودان.

تقدير ظروف أهل السودان ليس مجرّد شعور عابر، بل هو امتحانٌ للإنسانية وللضمير الوطني. فوسط هذا الألم العظيم، يظل الشعب السوداني واقفاً بشموخٍ نادر، يصنع الأمل من بين الركام، ويغرس الإيمان في قلب كل أزمة.

علينا أن نُدرك أن ما يعيشه أهلنا اليوم يفوق حدود الاحتمال، ومع ذلك لم يفقدوا كرامتهم ولا روحهم الطيبة. إن تقديرهم يبدأ من الإنصات لوجعهم، ومن مدّ اليد لا بالكلمة فقط، بل بالفعل، بالعطف، وبالنية الصادقة لإعادة البسمة لوجوههم التي أرهقها الصبر.

فالسوداني يستحق أن يُقدَّر، لأنه رغم كل ما خسر، ما زال يؤمن بأن الغد للسودان، وأن الوطن لا يُبنى إلا بالمحبة والتكاتف والإحساس ببعضنا البعض.

ولعل أجمل صور التقدير أن نقف جميعاً — في الداخل والخارج — صفاً واحداً نقول بصوتٍ واحد:

نحن مع أهلنا، نراهم، نحسّ بهم، وسننهض معاً، لأن السودان يستحق الحياة. وسودان مابعد الحرب اقوي واجمل

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى