مقالات

د. طارق عشيري يكتب: الدور المنتظر للجامعات السودانية بعد حرب الكرامة

متابعات-مرآة السودان

همسه وطنيه

دكتور طارق عشيري

الدور المنتظر للجامعات السودانية بعد
حرب الكرامة

في أعقاب حرب الكرامة، حيث تكسرت جدران الوطن وتصدعت ثقة الإنسان في محيطه ومصيره، تبرز الجامعات كأعمدة النهوض الوطني وأوعية لإعادة بناء ما تهدم، لا فقط في الحجر بل في الفكر والوجدان. فالمؤسسات الأكاديمية لم تعد كيانات معزولة بين قاعات المحاضرات، بل أصبحت اليوم مطالبة بأن تتقدم الصفوف في معركة الإعمار الشامل – إعمار الإنسان قبل العمران، وترميم النسيج الاجتماعي قبل جدران المدن. وبين ركام الحرب، تشرق مسؤولية الجامعات في تشكيل وعي جديد، وتأهيل كوادر قادرة على صناعة السلام، وبناء دولة ترتكز على العلم والعدالة والتنمية المستدامة.

بعد أن وضعت حرب الكرامة أوزارها، وأصبح الوطن في أمسّ الحاجة لإعادة البناء، تبرز الجامعات السودانية كمؤسسات محورية في قيادة التحول الوطني الشامل، ليس فقط من خلال التعليم، بل عبر أدوار متعددة تلامس كل جوانب الحياة السودانية.

وأول وأهم دور للجامعات هو إعادة بناء الإنسان، الذي شوهته الحرب نفسيًا وثقافيًا وسلوكيًا. يجب أن تتبنى الجامعات برامج دعم نفسي، وتعمل على ترسيخ قيم التسامح، والتعايش، والهوية الوطنية الجامعة.
وان تحرص الجامعات، خاصة كليات الهندسة، العمارة، الزراعة، والطب، يجب أن تكون في قلب مشاريع إعادة إعمار المدن المدمرة، من خلال تقديم الخبرات والكوادر، والمساهمة في التخطيط الحضري والتنمية الريفية المستدامة.

تمتلك الجامعات منصات فكرية، ومحاضن علمية، تؤهلها لقيادة حوار وطني حقيقي يشمل كل مكونات المجتمع السوداني، ويهدف إلى تحقيق المصالحة، ونبذ خطاب الكراهية والعنصرية.

وعبر مراكز البحوث والدراسات، يجب أن تتجه الجامعات نحو إنتاج أبحاث تعالج أسباب الحرب، وتقترح حلولًا واقعية لقضايا الهامش والتنمية، وتدعم ثقافة السلام والعدالة الانتقالية.

الجامعات مطالبة بتخريج قيادات شابة تتحلى بروح المسؤولية والوطنية، قادرة على النهوض بالبلاد سياسيًا، اقتصاديًا، واجتماعيًا، بعيدًا عن الجهوية والمحاصصات.

لا بد أن تخرج الجامعات من أسوارها، لتصبح جزءًا من المجتمع، تعمل بالشراكة مع المنظمات المدنية، والحكومات المحلية، وتشارك في التنمية المجتمعية، لا سيما في مناطق التي تحررت الان
إن الدور المنتظر من الجامعات بعد حرب الكرامة ليس تقليديًا، بل استثنائيًا يتطلب رؤية جديدة، وقيادات جامعية مؤمنة بالتغيير، ومرتبطة بقضايا الناس. فالجامعات ليست مجرد مؤسسات تعليمية، بل قاطرة لإعادة بناء السودان الجديد على أسس من العلم، والعدالة، والكرامة.
والسؤال الذي تطرحه الهمسه الوطنيه هل تستطيع الجامعات القيام بهذا الدور في ظل تحديات عديده تواجه العمليه التعليمية الجامعية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى