مقالات

د.طارق عشيري  يكتب أيها الشعب عودوا إلى الله 

متابعات-مرآة السودان -دكتور طارق عشيري يكتب أيها الشعب عودوا إلى الله 

✒️🎯همسه وطنيه🎯 ✒️

دكتور طارق عشيري

أيها الشعب عودوا إلى الله

 

أيها الشعب السوداني الأصيل، يا من عرفتم بالصبر والإيمان والعزيمة، لقد مرت ببلادنا أيام عصيبة، وتفرّق الجمع وتبددت الأحلام، لكن رغم الجراح، يبقى النداء واحدًا: عودوا إلى الله. فبغير الإيمان لا تبنى الأوطان، وبغير الصدق مع الله لا يتحقق الأمن ولا تزدهر الحياة.

إن ما نعيشه اليوم ليس مجرد أزمة سياسية أو اقتصادية، بل هو امتحان في الأخلاق والإيمان والضمير. لقد ابتعدنا عن قيمنا التي كانت تميزنا: التراحم، والصدق، والإيثار، والعدل. فعندما ضاعت هذه القيم، ضعفت الدولة وتاهت البوصلة.

عودوا إلى الله، ليتجدد فينا معنى الوحدة، ولينبت في قلوبنا الأمل، ولنعمل معًا على بناء وطننا كما أراده الله، وطنًا يعلو فيه صوت الحق، وتُصان فيه الكرامة، ويُحترم فيه الإنسان.

إن العودة إلى الله ليست شعارات تُقال، بل هي عمل وإصلاح وبذل. هي أن نحب وطننا بصدق، وأن نغرس في أطفالنا الإيمان والانتماء، وأن نُعيد للضمير السوداني نقاءه القديم.

يا أبناء السودان، إن طريق الخلاص لا يمر عبر البنادق ولا عبر المصالح الضيقة، بل عبر بابٍ واحدٍ هو باب الله. فلنرجع إليه بقلوبٍ صافية، ولنبدأ عهدًا جديدًا من الإخلاص والعمل، حتى ينهض السودان من جديد، شامخًا كما كان، بفضل الله ثم بفضل أبنائه المؤمنين به والمحبين لترابه.

أيها الشعب السوداني الكريم، يا من سطرتم في تاريخ الأمم أروع صور الصبر والعزة والإيمان، لقد كتب القدر على وطننا أن يمر بمرحلةٍ من أشد المِحن، وأن تُختبر فيها عزائم الرجال وصدق النوايا. رأينا الخراب يعم، والبيوت تُهدم، والقلوب تُحزن، والناس تفرّقهم السياسة والمصالح. ومع كل هذا الضياع، لا يزال هناك نداء يعلو فوق أصوات الحرب والخصام: أيها الشعب، عودوا إلى الله.

إن الله لا يغير ما بقومٍ حتى يغيروا ما بأنفسهم، ولن تُشفى جراح السودان إلا إذا تطهرت القلوب من الحقد والطمع، وعدنا جميعًا إلى منهج العدل والإخلاص. فحين نرجع إلى الله، نرجع إلى الحق، نرجع إلى الصدق، نرجع إلى أخلاقنا التي كانت زينة هذا البلد الطيب.

لقد ضاع منا الكثير لأننا ابتعدنا عن الله في سلوكنا، في حكمنا، في إعلامنا، وحتى في تعاملنا مع بعضنا البعض. نسينا أن الوطن أمانة، وأن دماء الأبرياء لا تُستهان بها، وأن من أحب السودان حقًا لا يخونه ولا يبيعه بثمنٍ بخس.

عودوا إلى الله، لتعود البركة إلى أرضنا، ولتعود الطمأنينة إلى بيوتنا، ولتتوقف دموع أمهاتنا اللواتي أنهكتهنّ الحرب. عودوا إلى الله، فالإصلاح يبدأ من القلب، ومن داخل كل بيت، ومن ضمير كل مسؤول وكل مواطن.

إن العودة إلى الله لا تعني الانعزال عن الحياة، بل تعني أن نحيا بضميرٍ حي، وأن نزرع في كل عملٍ نيةً خالصةً لله وللوطن. تعني أن يكون فينا عاملٌ يتقن عمله لأنه يعلم أن الله يراه، ومسؤولٌ عادلٌ يخاف من دعوة المظلوم، وشابٌّ يبني بلده بجهده وعرقه بدلًا من انتظار المعونات.

السودان يحتاج إلى إيمانٍ جديد يوقظ الضمائر، وإلى وحدةٍ حقيقية تُبنى على التقوى لا على المصالح. فالأمم التي ترفع راية الإيمان لا تموت، وإن سقطت تنهض من جديد.

أيها السودانيون في الداخل والخارج، إن الله لا يخذل من صدق، ولا يضيع من رجع إليه تائبًا. فلنطهر قلوبنا من الأحقاد، ولنتكاتف من أجل وطنٍ يستحق الحياة.

ولنرفع هذا الشعار من اليوم:

“بالإيمان ننهض، وبالصدق نبني، وبالعودة إلى الله يزدهر السودان.” وسودان مابعد الحرب اقوي واجمل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى