مقالات

دعوة الاتحاد الإفريقي.. ما سبب استبعاد “تأسيس”؟

متابعات-مرآة السودان-دعوة الاتحاد الإفريقي.. ما سبب استبعاد “تأسيس”؟

دعوة الاتحاد الإفريقي.. ما سبب استبعاد “تأسيس”؟

متابعات-مرآة السودان

أثار إعلان الاتحاد الإفريقي عن بدء مشاورات جديدة بين القوى السياسية السودانية أسئلة كثيرة حول معايير اختيار الأطراف المشاركة، خاصة مع غياب تيار “تأسيس” الذي يضم شخصيات سياسية وأكاديمية وناشطين بارزين، ما دفع مراقبين للتساؤل: لماذا لم يُدعَ هذا الكيان، رغم حضوره المتنامي في الساحة السياسية السودانية؟

خلفية الدعوة

الاتحاد الإفريقي أعلن عزمه تنظيم جولة مشاورات بين القوى المدنية والسياسية السودانية في الفترة من 6 إلى 10 أكتوبر المقبل بأديس أبابا، بهدف تقريب وجهات النظر وصياغة أرضية لحوار شامل يمهّد لوقف الحرب وعودة العملية السياسية. وقد وُجّهت الدعوات لعدد من التحالفات والكيانات، أبرزها “قوى الحرية والتغيير”، “صمود”، وبعض الحركات المسلحة الموقعة على اتفاق جوبا.

غياب “تأسيس”

لكن القائمة المنشورة لم تتضمن تيار “تأسيس”، وهو ما يطرح علامات استفهام، لاسيما أن التيار يقدم نفسه كصوت بديل يسعى لتجاوز أزمات القوى التقليدية، ويدعو إلى إعادة بناء الدولة على أسس جديدة تحقق العدالة وتضمن مشاركة أوسع.

التفسيرات المحتملة

  • الاعتراف والشرعية الدولية: ربما يعود غياب “تأسيس” إلى أن الاتحاد الإفريقي يعتمد على قوائم القوى الموقعة أو المعترف بها سابقًا، بينما لم يشارك التيار في اتفاقات أو مشاورات رسمية.
  • التوازنات الإقليمية والدولية: كثيرًا ما يخضع اختيار المدعوين لحسابات سياسية تراعي مصالح الأطراف الإقليمية المؤثرة، ما قد يفسر استبعاد تيارات تُعتبر أقل نفوذًا أو خارج منظومة التحالفات القائمة.
  • ضعف التنظيم وحداثة التجربة: يرى بعض المحللين أن “تأسيس” ما زال في طور التشكل ولم يكتسب بعد ثِقَلًا تنظيميًا يفرض حضوره على طاولات التفاوض.

ردود الفعل

ناشطون في التيار اعتبروا الاستبعاد متعمدًا ويهدف إلى إقصاء الأصوات الداعية للتغيير الجذري، فيما يرى آخرون أن غيابهم فرصة لمراجعة أدواتهم التنظيمية والسياسية لبناء نفوذ لا يمكن تجاهله في أي عملية مستقبلية.

الخلاصة

يبقى غياب “تأسيس” عن مشاورات الاتحاد الإفريقي مؤشرًا على تعقيد المشهد السوداني وتعدد معاييره، بين الشرعية السياسية والتوازنات الدولية. لكن السؤال الأهم هو: هل يمكن لأي عملية سلام أو حوار أن تنجح في السودان من دون شمول جميع الأصوات الفاعلة، بما فيها الكيانات الجديدة مثل “تأسيس”؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى