دارفور تحت السيطرة المشددة: “حكومة تأسيس” تفرض شروطاً على الإغاثة في الفاشر وسط إدانات دولية
متابعات-مرآة السودان-دارفور تحت السيطرة المشددة: "حكومة تأسيس" تفرض شروطاً على الإغاثة في الفاشر وسط إدانات دولية

دارفور تحت السيطرة المشددة: “حكومة تأسيس” تفرض شروطاً على الإغاثة في الفاشر وسط إدانات دولية
متابعات-مرآة السودان
الفاشر، السودان – نوفمبر 2025 – تعيش مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، أزمة إنسانية وسياسية غير مسبوقة بعد سيطرة قوات الدعم السريع عليها في 26 أكتوبر 2025، في خطوة وصفتها الأطراف الدولية والحقوقية بأنها نقطة تحول كارثية في الصراع السوداني.
ويأتي هذا التطور بالتزامن مع إعلان ما تُعرف بـ “حكومة إقليم دارفور” التابعة لقوات الدعم السريع، عن قيود صارمة على وصول المساعدات الإنسانية، حيث أكد الأمين العام لـ “حكومة تأسيس”، عبد الرحمن جاموس، أن دخول أي منظمة إنسانية أو طوعية إلى الفاشر بات مشروطاً بالحصول على تصاريح وتنسيق مسبق من الأمانة العامة للسلطة القائمة. وتبرر هذه السلطة الإجراء بأنه يهدف إلى “تنظيم الإغاثة”، لكنه يعكس فعلياً سعيها لإحكام قبضتها الإدارية والتحكم في حركة القوافل الإنسانية.
تنديد دولي ورفض لـ”سلطة الأمر الواقع”
في المقابل، قوبلت هذه الخطوات وإعلان السيطرة برفض دولي واسع، حيث يرفض كل من مجلس الأمن الدولي والاتحاد الإفريقي الاعتراف بشرعية “حكومة تأسيس”، مؤكدين أنها سلطة غير معترف بها تخضع لسيطرة قوات شبه عسكرية.
وتصاعدت لهجة الإدانة الدولية بعد توثيق انتهاكات جسيمة، حيث أكدت مصادر محلية ورسمية أن قوات الدعم السريع ارتكبت “فظائع مروعة” في المدينة:
• حجم الكارثة: وثقت جهات عدة، بما في ذلك نقابات الأطباء السودانية، مقتل ما يزيد عن ألفي مدني وتسجيل حالات اختفاء قسري خلال هجوم الفاشر.
• وصف “التطهير العرقي”: وصفت وزيرة الدولة للرعاية الاجتماعية في السودان ما حدث بأنه “تطهير عرقي ممنهج وجريمة كبيرة”، مشيرة إلى مقتل مئات النساء وتعرضهن للاعتداءات الجنسية والتعذيب.
• نداءات دولية عاجلة: دعا وزراء خارجية بريطانيا، وألمانيا، والأردن إلى وقف فوري لإطلاق النار، واصفين الوضع بأنه “كارثي” ويكاد أن يكون “أشبه بنهاية العالم”.
أزمة إنسانية متفاقمة وموجات نزوح جماعي
تسبب العنف في موجة نزوح جماعي واسعة، حيث فر أكثر من 36 ألف شخص من المدينة، وسط تحذيرات أممية ومحلية من “انهيار كامل” للوضع الإنساني. النازحون يواجهون نقصاً حاداً في الغذاء والماء والمأوى، فيما تتصاعد الدعوات لإعلان الفاشر منطقة كوارث إنسانية وتفعيل مبدأ “المسؤولية عن الحماية” (R2P) لإنقاذ المدنيين العالقين.
وفي ظل المشاورات الجارية بشأن مقترح أمريكي لهدنة إنسانية، يبقى مصير المدنيين في الفاشر معلقاً بين سلطة فرضت سيطرتها بالقوة واشترطت وصول الإغاثة، وبين إدانات دولية تدعو لوقف القتل والمساءلة الفورية للمسؤولين عن الفظائع الموثقة.
				
					










