خبير جيولوجي يحذر: فيضانات غير مسبوقة تهدد السودان بسبب سد النهضة الإثيوبي

خبير جيولوجي يحذر: فيضانات غير مسبوقة تهدد السودان بسبب سد النهضة الإثيوبي

متابعات-مرآة السودان

أثار تصريح للخبير الجيولوجي المصري الدكتور عباس شراقي جدلًا واسعًا، بعدما أكد أن سد النهضة الإثيوبي لم يساهم في حماية مجرى النيل الأزرق كما كان يُروج له، بل تسبب في فيضانات غير مسبوقة تهدد حياة السكان في السودان.

وفي منشور على صفحته الرسمية بـ”فيسبوك”، أوضح شراقي أن السلطات الإثيوبية ارتكبت خطأً جسيمًا بعدم تفريغ بحيرة السد تدريجيًا قبل موسم الأمطار، ما أدى إلى تصريف نحو 750 مليون متر مكعب من المياه خلال ثلاثة أيام فقط في نهاية سبتمبر، وهو ما وصفه بـ”كارثة هيدرولوجية وإنسانية”.

وأشار شراقي إلى أن “العناد الإثيوبي” في تشغيل التوربينات ورفض الاعتراف بالأخطاء الفنية انعكس مباشرة على السودان، الذي يواجه فيضانات خطيرة في ثلاث ولايات رئيسية، مؤكّدًا أن هذه الأزمة كانت متوقعة نتيجة سوء التنسيق الإقليمي في إدارة الموارد المائية العابرة للحدود.

من جهتها، أطلقت وحدة الإنذار المبكر التابعة لهيئة الأرصاد ووزارة الري السودانية صباح الأحد تحذيرًا باللون الأحمر، يشير إلى خطورة عالية جدًا من فيضانات متوقعة على امتداد الشريط النيلي، تشمل ولايات النيل الأزرق، سنار، الخرطوم، نهر النيل، والنيل الأبيض، ويستمر سريان التحذير من الساعة السادسة صباحًا يوم 28 سبتمبر حتى العاشرة مساءً يوم 30 سبتمبر.

وأوضحت الهيئة أن مناسيب النيلين الأبيض والأزرق ترتفع بشكل ملحوظ، ما قد يؤدي إلى تدفق المياه نحو الحقول والمناطق المنخفضة، مهددًا الطرق الحيوية والبنى التحتية، مع خطر مباشر على الممتلكات العامة والخاصة، داعية السكان والسلطات المحلية لاتخاذ إجراءات وقائية عاجلة.

وتضمنت التوصيات الرسمية ضرورة فصل التيار الكهربائي عند ارتفاع المياه لتجنب الحوادث، وتجنب عبور المناطق المغمورة أو الاقتراب من ضفاف الأنهار، بالإضافة إلى حماية المحاصيل والممتلكات الثمينة وتقديم المساعدة للفئات الأكثر ضعفًا مثل الأطفال وكبار السن، مع تحديد الملاجئ الآمنة مسبقًا.

في الوقت نفسه، أصدرت الهيئة العامة للأرصاد الجوية إنذارًا برتقاليًا يحذر من أمطار غزيرة وعواصف رعدية متوقعة في بعض الولايات، تبدأ مساء الأحد 28 سبتمبر وتستمر حتى فجر الاثنين 29 سبتمبر، ما يزيد احتمالية حدوث سيول وفيضانات إضافية، خاصة في ولايات جنوب كردفان وأواسط وجنوب غرب كردفان وجنوب شرق دارفور، التي شهدت خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات خلال الموسم الحالي.

كما دعت السلطات المواطنين إلى فتح الخيران والمصارف لتسهيل تصريف المياه، وحذرت من عبور مجاري المياه السريعة، حتى وإن بدت ضحلة، نظرًا لقوة التيارات.

وأكدت وحدة الإنذار المبكر التابعة لإدارة مياه النيل بوزارة الزراعة والري خطورة الوضع في ولايات النيل الأبيض، الخرطوم، ونهر النيل، محذرة من زيادة كبيرة في الوارد المائي من النيلين الأزرق والأبيض، ومطالبة بتفعيل خطط الطوارئ والتنسيق العاجل بين الجهات الحكومية والمنظمات الإنسانية لتقليل حجم الكارثة المحتملة.