تعيين مثير للجدل: حكومة “تأسيس” تسمي مندوباً للسودان بالأمم المتحدة
متابعات-مرآة السودان-تعيين مثير للجدل: حكومة “تأسيس” تسمي مندوباً للسودان بالأمم المتحدة

تعيين مثير للجدل: حكومة “تأسيس” تسمي مندوباً للسودان بالأمم المتحدة
متابعات-مرآة السودان-في تطور أثار جدلاً واسعاً في الأوساط السياسية وعلى منصات التواصل الاجتماعي، أصدر محمد حسن عثمان التعايشي، رئيس وزراء حكومة “تأسيس” بمدينة نيالا، القرار رقم (1) لسنة 2025، بتعيين الدكتور قوني مصطفى أبوبكر شريف مندوباً دائماً للسودان لدى الأمم المتحدة، وذلك قبل اكتمال تشكيل حكومته.
الخطوة اعتبرها مراقبون محاولة لمنح حكومته شرعية سياسية ودبلوماسية على المستوى الدولي.
القرار استند إلى المادة (73) الفقرة (ب) من الدستور الانتقالي لسنة 2025، ووجّه بتنفيذه فوراً، غير أن خبراء قانونيين ودبلوماسيين استبعدوا أن تعترف الأمم المتحدة بهذا التعيين، مشيرين إلى أن المنظمة الدولية لم يسبق أن اعترفت بأي حكومة موازية في السودان، بما في ذلك تحالف “تأسيس”.
الدكتور قوني يتمتع بخبرة تمتد لأكثر من 25 عاماً في مجالات التنمية والتخطيط العمراني والحوكمة، إلى جانب عمله الأكاديمي بالجامعات الأمريكية وتعاونه مع البنك الدولي، وله مؤلفات في السياسات العامة وبناء السلام.
وفي تعليق على القرار، قال الخبير القانوني والموظف السابق بالأمم المتحدة، د. عبدالسلام سيد أحمد، إن “تأسيس” تتصرف وكأنها حكومة قائمة تستند إلى دستور، لكنها غير قادرة على الحصول على اعتراف دولي، موضحاً أن الأمم المتحدة لا تعترف إلا بالحكومات التي تحظى بإجماع الدول الأعضاء، كما حدث في حالة جنوب السودان عام 2011. وأضاف أن المنظمة الدولية تتعامل غالباً مع الحكومات التي تفرض سيطرتها على الأرض، لكن مع وجود استثناءات، مثل الحوثيين في اليمن الذين لم يُعترف بهم رغم سيطرتهم الواسعة.
بدوره، استبعد السفير المتقاعد الصادق المقلي أن توافق الأمم المتحدة على تعيين أي مندوب من حكومة “تأسيس”، مؤكداً أن الممثل المعتمد حالياً هو سفير حكومة الأمر الواقع في السودان. وأوضح أن مثل هذه الخطوة قد تعمّق الأزمة وتكرّس الانقسام، مشيراً إلى أن حالات مشابهة في ليبيا واليمن والصومال لم تحظَ باعتراف أممي.
وأشار المقلي إلى أن حكومة “تأسيس” كان بإمكانها السعي للتواصل مع الأمم المتحدة بصفة طرف في النزاع، كما فعلت بعض القوى المعارضة سابقاً، بدلاً من تقديم ترشيحات رسمية لمناصب دبلوماسية. كما لفت إلى أن العقوبات الأمريكية المفروضة على طرفي النزاع قد تعقّد المشهد، رغم أن واشنطن قد تسمح باستثناءات كما فعلت مع بعض القادة في السابق.
وفي ختام حديثه، أكد المقلي أن الأمم المتحدة لن تعتمد سفيراً موازياً للسفير الحالي عبدالرازق الحارث إدريس، مشيراً إلى أن المنظمة الدولية أعلنت مسبقاً رفضها الاعتراف بحكومة “تأسيس” حتى قبل تشكيلها رسمياً