اقتصادية

انهيار تاريخي للجنيه السوداني مقابل الدولار الامريكي

متابعات-مرآة السودان

انهيار تاريخي للجنيه السوداني مقابل الدولار الامريكي

الخرطوم – شهدت أسعار الصرف في السودان ارتفاعاً صاروخياً غير مسبوق، حيث قفز سعر الدولار الأمريكي إلى 2870 جنيهاً في السوق الموازي صباح اليوم الجمعة 18 يوليو 2025، وسط تدهور حاد للعملة المحلية وتفاقم الأزمة الاقتصادية بسبب استمرار الحرب.

أرقام صادمة وتدهور بنسبة 400%
في مشهد يعكس الانهيار الكبير للاقتصاد السوداني، ارتفع سعر الدولار من 560 جنيهاً قبل عامين فقط إلى 2870 جنيهاً اليوم، مسجلاً تراجعاً بنسبة تجاوزت 400%، وفقاً لمصادر مصرفية. ويأتي هذا التدهور في ظل استمرار المواجهات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ أبريل 2023، مما تسبب في شلل شبه كامل للأنشطة الاقتصادية.

لماذا يرتفع الدولار بهذا الجنون
أرجع خبراء الاقتصاد هذا الارتفاع القياسي إلى عدة عوامل، أبرزها:
انهيار التحويلات الخارجية وانسحاب الودائع المحلية من البنوك.
الطلب المتزايد على العملة الصعبة** لاستيراد الوقود والسلع الأساسية، خاصة بعد استعادة الجيش لبعض المناطق الاستراتيجية.
فشل السياسات النقدية في كبح جماح التضخم، رغم محاولات بنك السودان المركزي تثبيت الأسعار عبر إجراءات تنظيمية، بما في ذلك تغيير العملة.

توقعات مرعبة: الدولار قد يتجاوز حاجز 3000 جنيه قريباً
تشير توقعات اقتصادية إلى أن سعر الدولار قد يحطم حاجز الـ 3000 جنيه في الأيام المقبلة، خاصة مع استمرار تقلبات السوق وغياب رؤية اقتصادية واضحة. وقد سجلت بعض البنوك المحلية سعراً رسمياً للدولار بلغ 2250 جنيهاً، مما يظهر الفجوة الكبيرة بين السوق الرسمي والسوق السوداء.

التضخم يقفز إلى 113%.. والكارثة تلوح في الأفق
في سياق متصل، كشف الجهاز المركزي للإحصاء عن وصول معدل التضخم السنوي إلى **113.35%** في يونيو 2025، مع ارتفاع الرقم القياسي لأسعار المستهلكين إلى **468,355 نقطة**، بزيادة صادمة بلغت **248,828 نقطة** مقارنة بالعام الماضي.

تحذيرات دولية من انهيار مالي شامل
حذرت مؤسسات مالية دولية من أن استمرار الأزمة السياسية والأمنية دون حل قد يؤدي إلى موجة تضخم جديدة تهدد القوة الشرائية للمواطنين، خاصة مع اعتماد البنك المركزي على طباعة العملة دون غطاء نقدي كافٍ، مما يفاقم أزمة الثقة في النظام المالي.

خلاصة القول
السودان يواجه أسوأ أزمة اقتصادية في تاريخه الحديث، مع انهيار العملة وارتفاع جنوني في الأسعار، في ظل غياب حلول سياسية تُنهي الحرب وتعيد الاستقرار. فهل يكون هناك بارقة أمل قريباً؟ أم أن الأسوأ لم يأتِ بعد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى