امرأة تتحدى الحرب وترسم مسار الأمل في مؤسسة مصرفية عريقة
في خطوة رمزية لافتة، تولّت الأستاذة لمياء ساتي منصب المديرة التنفيذية لبنك الخرطوم، وسط تحديات غير مسبوقة يشهدها القطاع المصرفي السوداني جرّاء الحرب والانهيار الاقتصادي.
وتأتي هذه الثقة في كفاءة ساتي، المتدرجة في سلم الوظائف بالبنك منذ القاعدة وحتى القمة، تتويجًا لمسار مهني اتسم بالانضباط والفعالية في إدارة الأزمات. وقد تولّت مهام القيادة التنفيذية فعليًا في ذروة اشتعال الصراع، حيث واجهت انقطاع الأنظمة المالية، وصعوبة الوصول للفروع، وتآكل ثقة الجمهور في المصارف.
بثباتٍ ملحوظ، قادت ساتي جهودًا حثيثة لضمان استمرار الخدمات المصرفية الأساسية رغم المخاطر الأمنية، مع تسريع وتيرة التحول الرقمي لتعويض تعطّل الخدمات التقليدية. وحافظ البنك تحت قيادتها على استمرارية عملياته دون إغلاق، محققًا صمودًا استثنائيًا.
يقول رئيس مجلس إدارة البنك في تصريح مرفق بالخبر: “تعيين الأستاذة لمياء يمثل إيمانًا بقدرة الكفاءة السودانية، وخاصة المرأة، على قيادة المؤسسات في أحلك الظروف، وهو رسالة أمل وتحدٍّ”.
ويُعدّ هذا التعيين نموذجًا يُحتذى للقيادات النسائية السودانية، كما يُسلّط الضوء على الجهود الجبارة التي يبذلها كافة العاملين بالبنك – من إدارات وفروع – للحفاظ على عجلة الخدمة المصرفية في خضم التعقيدات الاستثنائية.