النهود.. تحوّل استراتيجي يثير القلق في غرب كردفان
متابعات-مرآة السودان-النهود.. تحوّل استراتيجي يثير القلق في غرب كردفان

النهود.. تحوّل استراتيجي يثير القلق في غرب كردفان
متابعات-مرآة السودان-النهود.. من عاصمة مؤقتة إلى “ثكنة عسكرية ضخمة” بتمويل خارجي
أكدت مصادر خاصة داخل مدينة النهود بولاية غرب كردفان، سيطرة تامة وتحويل مليشيا “قوات الدعم السريع” (مليشيا دقلو) للمدينة إلى ما يشبه “قاعدة عسكرية ضخمة”، بدعم وتسهيلات يُشتبه في قدومها من أبوظبي. ويأتي هذا التطور ليثير المخاوف حول الأهداف الاستراتيجية طويلة الأمد لهذه الميليشيا في غرب السودان، ويزيد من تعقيد المشهد الإنساني والأمني في المنطقة التي سبق أن سقطت بيد الدعم السريع بعد أن كانت عاصمة إدارية مؤقتة للولاية.
تجهيزات عسكرية متطورة وتواجد متعدد الجنسيات
تشير المعلومات الواردة إلى أن التحويل العسكري للمدينة يتجاوز مجرد تمركز القوات، حيث تتضمن التجهيزات ما يلي:
• تجهيز مستشفى النهود: أفادت المصادر بتجهيز المستشفى بشكل متكامل لخدمة الأغراض العسكرية، وإدخال أجهزة تشويش متطورة داخله، مما يثير تساؤلات حول استخدام مرفق مدني حيوي كغطاء أو نقطة ارتكاز عسكرية، وهو ما يتعارض مع الأعراف والمواثيق الدولية لحماية المؤسسات الصحية.
• مرتزقة أجانب: لوحظ وجود أعداد كبيرة من المرتزقة الجدد يتجولون في المدينة، ويُقال إنهم وصلوا عبر قنوات دعم خارجية من الإمارات، كولومبيا، ليبيا، تشاد، وجنوب السودان. هذا التواجد المتنوع يشير إلى تعزيز القدرات القتالية للميليشيا بعناصر خارجية ذات خبرة قتالية، وهو ما يدعم السردية القائلة بوجود تدخلات إقليمية ودولية في الصراع.
• تحويل المدينة إلى ثكنة: تم تحويل النهود إلى “ثكنة عسكرية” متكاملة، حيث أفادت المصادر بإنشاء مخازن أسلحة ضخمة وتحصينات واسعة في محيط المدينة وداخلها، مما يعكس نية الميليشيا في ترسيخ سيطرتها واستخدام المدينة كنقطة انطلاق لعمليات عسكرية أخرى محتملة في كردفان.
دلالات التحرك الاستراتيجي
يُنظر إلى النهود، التي تمثل نقطة وصل استراتيجية هامة، على أنها هدف حيوي في سياق الحرب الأهلية في السودان. وتشير التقارير إلى أن السيطرة على المدينة تعيق بشكل كبير حركة القوات المسلحة السودانية، خاصة كتيبة “البراء بن مالك”، وتضعف محاولات الجيش لاستعادة السيطرة في إقليم كردفان.
إن تحويل المرافق المدنية إلى أهداف عسكرية، وتوريد المرتزقة والأسلحة المتطورة، يمثل تصعيداً خطيراً في الصراع، ويؤكد على البعد الإقليمي والدولي للحرب، محولاً المدن السودانية إلى ساحة لتصفية الحسابات الجيوسياسية على حساب حياة وأمن المدنيين.











