مقالات

المستشار السري لحميدتي يفتح الصندوق الأسود: أسرار الدعم السريع والانهيار من الداخل

متابعات-مرآة السودان-⭕️المستشار السري لحميدتي يفتح الصندوق الأسود: أسرار الدعم السريع والانهيار من الداخل

المستشار السري لحميدتي يفتح الصندوق الأسود: أسرار الدعم السريع والانهيار من الداخل

اعترافات مثيرة من المستشار الخاص السابق لحميدتي

مرآة السودان – نقلاً عن صحيفة (ألوان)

أجرت صحيفة (ألوان) أول حوار صحفي مع اللواء نور الدين عبد الوهاب أحمد علي، المستشار الخاص السابق لقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو “حميدتي”. اللقاء جرى في مكة المكرمة عقب وصوله إليها معتمراً بعد خروجه من معتقلات الدعم السريع، حيث كشف عن أسرار وخبايا تنشر لأول مرة حول تكوين هذه القوات وقيادتها.

بداية المسيرة

أوضح نور الدين أنه بدأ مشواره عام 2013 كملحق في قنصلية السودان بجدة، ثم عاد إلى الخرطوم ليتم انتدابه للعمل في قوات الدعم السريع بحكم خبرته في مكافحة التجسس والعمل الميداني وسط القبائل. وأشار إلى أن هذه القوات كانت تُعرف سابقاً باسم قوات حرس الحدود وكان يقودها حميدتي برتبة “عريف”، بينما كان شقيقه عبد الرحيم “جندياً”، لكن سرعان ما تمت ترقيتهم بصورة استثنائية وغير مسبوقة إلى رتب عليا (عميد وعقيد). ويرى أن هذا الخلل البنيوي كان بداية أزمة دفعت الوطن ثمناً باهظاً لها.

محاولة الإصلاح من الداخل

يقول نور الدين إنه قبل الانضمام إلى الدعم السريع أملاً في تصحيح الأخطاء من الداخل، وتمكن بالفعل من إدخال كوادر نظامية مؤهلة، وسعى لتقليل الطابع القبلي في التجنيد عبر ضم عناصر من جبال النوبة، النيل الأزرق، القضارف وكسلا. كما تولى دائرة التوجيه والخدمات والإعلام، وكان مستشاراً مباشراً لحميدتي، محاولاً ضبط الانضباط العسكري داخل هذه القوات.

علاقة البشير بحميدتي

بحسب روايته، لم يكن هناك أي رابط بين البشير وحميدتي قبل 2013، وأن العلاقة بدأت بعد تكوين الدعم السريع. وأكد أن الترقيات التي حصل عليها حميدتي كانت استثناءً واضحاً ومخالفاً لكل الأعراف العسكرية. كما أشار إلى أن أي شخصية مؤثرة مثل حميدتي تصبح عرضة للاستقطاب من أجهزة مخابرات أجنبية، مؤكداً أنه تم بالفعل تجنيده من قبل دولة خارجية معروفة قبل وبعد سقوط النظام.

موقفه من أحداث 2019

ذكر نور الدين أن حميدتي لم يشارك في ما وصفه بـ”الخيانة” يوم 19 سبتمبر 2019، إذ كان بصحبته في منطقة الزرق غرب السودان عندما تلقى اتصالاً من البشير يحذره من مؤامرة. وأوضح أن اللجنة الأمنية هي التي سيطرت على الأمور وأطاحت بالبشير بتأثير مباشر من تدخلات دولية.

بداية الخلاف مع حميدتي

كشف أن خلافه مع حميدتي بدأ عندما اعترض على اجتماع الأخير بضباط إماراتيين للتخطيط لإرسال قوات سودانية إلى ليبيا، معتبراً ذلك قراراً سيادياً لا يجوز اتخاذه دون موافقة مجلس السيادة. ومنذ تلك اللحظة توترت العلاقة بينهما.

حميدتي بعد انقلاب 25 أكتوبر

يرى نور الدين أن حميدتي كان الممول الرئيسي للانقلاب، لكنه سرعان ما انقلب على شركائه تحت ضغوط خارجية، فاتجه نحو التحالف مع تيارات يسارية متطرفة، وهو ما انعكس في خطاباته ومواقفه الأخيرة. ويؤكد أنه نصحه مراراً بعدم الانحياز لطرف سياسي ضد آخر، لكن نصائحه قوبلت بالتجاهل.

الاستقالة والاعتقال

قدم نور الدين استقالته قبل اندلاع الحرب بشهور قليلة بعد أن لاحظ تغيرات مريبة في تصرفات حميدتي ولقاءاته مع قادة اليسار. وبعد الحرب، تم اعتقاله من منزله بمنطقة قري بتهمة التنسيق مع الجيش ضد الدعم السريع، وهي تهمة ينفيها جملة وتفصيلاً.

الاعتقال والتحرر

يحكي عن فترة اعتقاله التي وصفها بالقاسية، حيث تعرض لتعذيب نفسي وجسدي داخل معتقلات الدعم السريع، وكانت الحراسة تضم عناصر أجنبية من ليبيا وتشاد. لكنه نجا من حكم إعدام كان قد صدر بحقه بعد أن اقتحم الجيش المصفاة وحرر المعتقلين في ما وصفه بـ”المعجزة”.

الوضع الحالي للدعم السريع

اختتم نور الدين حواره بالتأكيد على أن الدعم السريع تكبد خسائر فادحة في الحرب الأخيرة، وأن معظم قوته الضاربة قد تلاشت. كما رجّح أن يكون حميدتي مختفياً عن الأنظار، إما مصاباً أو محتمياً في مناطق نائية، ما يعني عملياً نهاية نفوذه العسكري والسياسي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى