الدفتيريا تعود بخطورة “قاتلة” إلى الخرطوم… و3 وفيات في 3 أيام تهدد بـ “وباء وشيك”.
متابعات مرآة السودان-الدفتيريا تعود بخطورة "قاتلة" إلى الخرطوم... و3 وفيات في 3 أيام تهدد بـ "وباء وشيك".

الدفتيريا تعود بخطورة “قاتلة” إلى الخرطوم… و3 وفيات في 3 أيام تهدد بـ “وباء وشيك”.
متابعات-مرآة السودان
يُصعّد القلق في ولاية الخرطوم جراء عودة مرض الدفتيريا بعد اختفاء دام عقودًا، تزامنًا مع الانهيار المتسارع للنظام الصحي وتدهور بيئة الوقاية.
تفشي وبائي خطير
كشفت الدكتورة أديبة إبراهيم السيد، أخصائية الباطنية والأوبئة وعضو اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان – فرعية أم درمان – عن تسجيل خمس عشرة إصابة مؤكدة بالدفتيريا في منطقة الجريف شرق، بينها ثلاث حالات وفاة في غضون ثلاثة أيام. وحذرت الدكتورة أديبة في تصريح لـ«الجريدة» من أن الأوضاع تنذر بـ انتشار وبائي وشيك شرق النيل وتتطلب استجابة فورية من وزارة الصحة والجهات المختصة.
الدفتيريا: مرض بكتيري قاتل
أوضحت الدكتورة أديبة أن الدفتيريا مرض بكتيري خطير ناتج عن البكتيريا الوتدية الخناقية، ويصيب الحلق والأنف وقد يمتد إلى الجلد. شددت على أن تأخر العلاج قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة تشمل تورم الرقبة وصعوبة التنفس والتهاب دم قاتل. وأكدت أن العلاج الحاسم يعتمد على التدخل المبكر باستخدام المضادات الحيوية والمحاليل الوريدية والمصل المضاد لسمّ الدفتيريا.
طرق انتقال المرض وأعراضه
ينتقل المرض عبر الرذاذ التنفسي (السعال أو العطس) أو ملامسة إفرازات المريض وأدواته الشخصية. وتشمل أبرز الأعراض:
• التهاب حاد في الحلق وصعوبة في البلع.
• ارتفاع الحرارة وتعب عام.
• ظهور غشاء رمادي أو أبيض على الحلق أو اللوزتين.
• تورم واضح في الرقبة وصعوبة في التنفس.
أزمة الدواء تفاقم المأساة
انتقدت الدكتورة أديبة بشدة ارتفاع أسعار الأدوية في السوق السوداء، لا سيما الأدوية المنقذة للحياة والمحاليل الوريدية، والتي تعاني مشافي العاصمة من انعدام شبه تام لها، بينما تتوفر بكميات محدودة بأسعار باهظة تفوق قدرة المرضى. وأكدت أن هذا الوضع فاقم من معاناة المرضى ورفع معدلات الوفيات.
التطعيم والوقاية أولاً
أكدت الدكتورة أديبة أن التطعيم (لقاح الدفتيريا والسعال الديكي والتيتانوس) هو خط الدفاع الأول، وناشدت الأسر مراجعة كروت التطعيم والتأكد من اكتمال الجرعات، إلى جانب الالتزام بالنظافة الشخصية وتجنّب الزحام.
مطالبات عاجلة لإنقاذ الأرواح
في ظل ضعف الاستجابة الرسمية، وجهت الدكتورة أديبة نداء عاجلاً لوزارة الصحة الاتحادية والمنظمات الدولية، وعلى رأسها منظمة الصحة العالمية، لإعلان الخرطوم منطقة موبوءة. وطالبت باتخاذ الإجراءات التالية:
1. إعلان رسمي حول تفشي المرض وتوضيح طرق الوقاية ومواقع العلاج.
2. إخطار رسمي لمنظمة الصحة العالمية والجهات المانحة.
3. تشكيل لجنة قومية وولائية لتنسيق جهود المكافحة والإمداد الدوائي.
وختمت بعبارة تعكس مرارة الواقع الصحي: «الذي يقتل الناس ليس المرض نفسه، بل الاستهتار الإداري وانعدام القدرة على الفعل المؤسسي والعلمي»، مشيرة إلى أن مواجهة المرض في السودان أصبحت صراعًا مزدوجًا: ضد البكتيريا… وضد الفقر.










