الدعم السريع يقترب من قلب المدينة والجيش يعلن التصدي

الدعم السريع يقترب من قلب المدينة والجيش يعلن التصدي

متابعات-مرآة السودان

تشهد الساحة السودانية تصاعدًا متسارعًا في الأزمات الأمنية والاقتصادية والإنسانية، في وقت تتفاقم فيه المعارك بمدينة الفاشر بولاية شمال دارفور، حيث تداخلت الاشتباكات العسكرية مع الأوضاع المعيشية المتدهورة للسكان.

ففي الأيام الأخيرة، شهدت المدينة تطورات ميدانية خطيرة، بعد أن تمكنت قوات الدعم السريع من التوغل باتجاه مقر “السوبر كامب” جنوب غرب الفاشر، وهو الموقع الذي كان سابقًا مقراً لبعثة “يوناميد”. وأظهرت مقاطع مصورة نشرتها منصة دارفور24 مقاتلين من الدعم السريع داخل المقر، إلى جانب مشاهد لآليات محترقة وخنادق عسكرية، ما أكد حجم المعارك العنيفة التي دارت هناك.

الموقع الذي سيطرت عليه قوات الدعم السريع يتميز بأهمية استراتيجية كبرى، إذ لا يبعد سوى أربعة كيلومترات عن قيادة الفرقة السادسة للجيش وسط المدينة، الأمر الذي وضع القوات المهاجمة في موقع متقدم يهدد بتغيير موازين القوى.

في المقابل، أكد مصدر عسكري أن الجيش، مدعومًا بقوات مستنفرة، نجح في صد الهجوم على قشلاق الجيش وأحياء أولاد الريف وصولًا إلى سوق المواشي، مشيرًا إلى تعزيز الدفاعات حول مخيم أبشوك ومحيط القيادة العامة. كما نفى وصول الدعم السريع إلى أسوار القيادة، واصفًا الموقف العسكري بـ”المطمئن”.

غير أن مصادر أخرى لـدارفور24 ذكرت أن قوات الدعم السريع باتت تسيطر فعليًا على مخيم أبشوك وأحياء النصرات والشرفة والقبة، إضافة إلى تمركزها في مربعات (16) و(17) وسوق نيفاشا الحيوي، ما يعكس اتساع نطاق نفوذها داخل المدينة.

وتزامن هذا التصعيد مع حركة نزوح واسعة من الأحياء الشمالية الشرقية للفاشر نحو مناطق يُعتقد أنها أكثر أمنًا، مثل حي الدرجة الأولى ومحيط جامعة الفاشر، في ظل استمرار القصف المدفعي الذي طال مناطق مأهولة بالسكان