الحكومة الموازية تدعو لوقف الحرب الفوري وفق “خارطة الرباعية” وتعلن خطة إغاثية للفاشر

الحكومة الموازية تدعو لوقف الحرب الفوري وفق “خارطة الرباعية” وتعلن خطة إغاثية للفاشر

متابعات-مرآة السودان

الخرطوم/نيالا – 31 أكتوبر 2025 – في تحول لافت أعقاب سيطرة قوات الدعم السريع على معظم إقليم دارفور وسقوط مدينة الفاشر، دعت الحكومة الموازية في السودان إلى وقف فوري وغير مشروط للحرب، مؤكدة ضرورة الالتزام بما طرحته مجموعة الرباعية للسلام، والمطالبة بفتح ممرات إنسانية عاجلة.

جاءت هذه الدعوة على لسان رئيس الحكومة الموازية، محمد حسن التعايشي، الذي تحدث في كلمة مصورة عن “انتصارات باهرة” في الفاشر وبارا، في الوقت الذي ترفض فيه قيادة الجيش السوداني وقادة الحركات المسلحة المتحالفة معه أي دعوات لوقف القتال، وتصر على استمرار الحرب حتى القضاء على الدعم السريع.

 الجيش متهم برفض الحل السلمي

اتهم التعايشي، وهو عضو سابق في مجلس السيادة، الجيش بـ “فرض الحرب” ورفض كل دعوات وقف القتال والبحث عن حلول سلمية. وأشار إلى أن “هزيمة الجيش والقوة المتحالفة معه” تعني دخول دارفور بأكملها تحت سيطرة “حكومة تأسيس”، مؤكداً التمسك بمبدأ وحدة السودان والسعي لإقامة نظام علماني ديمقراطي وتأسيس جيش وطني مهني جديد.

الانتهاكات: “حالات فردية” وخطة تحقيق

بينما تحدثت تقارير دولية ومحلية عن انتهاكات واسعة النطاق ارتكبتها قوات الدعم السريع في الفاشر، شملت عمليات قتل واغتصاب جماعي وقتل 460 مريضاً في مستشفى التوليد، وصف التعايشي هذه الجرائم بأنها “تجاوزات وحالات فردية” لا تعبر عن سياسة مؤسساته. ودعا إلى إجراء تحقيق عادل وشفاف في كل الجرائم التي وقعت عبر التاريخ وأثناء الحرب الحالية، مؤكداً أن مرتكبيها سيتحملون المسؤولية كاملة.

 خطة الإسعاف العاجلة للفاشر

في محاولة لتهدئة الأوضاع الإنسانية، أعلن التعايشي عن خطة إسعافية عاجلة لمدينة الفاشر تهدف إلى صيانة أرواح المواطنين، وتشمل:

• إزالة الألغام.

• إنهاء جميع المظاهر العسكرية.

• نشر الشرطة المدنية واستعادة الأعمال والمؤسسات الحكومية المدنية.

كما أعلنت الحكومة الموازية عن ترحيبها بعودة المدير الإقليمي لبرنامج الغذاء العالمي للعمل بحرية، وذلك بعد أيام من طرده من قبل الحكومة السودانية (الرسمية)، ووجهت مناشدة عاجلة لجميع المنظمات الإنسانية لتقديم مساعدات الغذاء والدواء والمأوى.

خارطة طريق “الرباعية” محور الصراع

تأتي دعوة الحكومة الموازية لوقف الحرب بالاستناد إلى خارطة طريق المجموعة الرباعية التي تضم الولايات المتحدة الأمريكية، المملكة العربية السعودية، الإمارات العربية المتحدة، وجمهورية مصر العربية.

تتمحور الخطة حول ثلاث نقاط رئيسية:

1. هدنة إنسانية: لمدة ثلاثة أشهر لضمان وصول الإغاثة.

2. وقف دائم لإطلاق النار: بضمانات إقليمية ودولية.

3. عملية انتقالية شاملة: تستغرق تسعة أشهر للوصول إلى حكومة مدنية.

بينما تدعم الحكومة الموازية هذه الخارطة، لا تزال الحكومة السودانية الرسمية متحفظة عليها، مشددة على رفضها لأي تدخلات دولية لا تحترم سيادتها ومؤسساتها، الأمر الذي يضع مصير السلام في السودان بين مآلات المعارك العسكرية وضغوط المبادرات الإقليمية والدولية.