اخبار

البراء بن مالك.. قوات ترفض الأيديولوجيا وتستوطن الخرطوم

متابعات-مرآة السودان

البراء بن مالك.. قوات ترفض الأيديولوجيا وتستوطن الخرطوم

بورتسودان في خضم الجدل المتصاعد حول مستقبل القوات شبه العسكرية بالسودان، أكد **المصباح طلحة**، قائد قوات “البراء بن مالك”، أن قواته “قوة وطنية مستقلة” لا تتبع جهة سياسية ولا تسعى للسلطة. جاء ذلك في بيان توضيحي ردًّا على مخاوف محلية ودولية بشأن دورها بعد الحرب، نافيًا استهداف المدنيين أو الانخراط في مشاريع أيديولوجية، واصفًا تلك المخاوف بأنها “مبالغ فيها”.

وأوضح البيان – الذي استهل بآيات قرآنية وأحاديث نبوية – أن اختيار اسم “البراء بن مالك” لا يعكس توجهًا دينيًا، بل يستمد رمزيته من “قيم الفداء والثبات والشجاعة” في مواجهة الطغيان. مشددًا على أن القوات “ليست مليشيا”، بل “امتداد طبيعي لمشروع المقاومة الوطنية” وُلد من رحم الشعب السوداني، وتعمل وفق مبادئ واضحة “لا تقبل المساومة”.

**توازيًا مع هذا التوضيح، أثار قرار حكومي جدلًا واسعًا:**
* أصدر رئيس الوزراء السوداني، **د. كامل إدريس**، قرارًا بإنشاء وحدة جديدة للشباب تابعة لمكتبه مباشرة.
* تشير مصادر في بورتسودان إلى أن الهدف الخفي هو دمج كتيبة الإسناد الوطني (التابعة للبراء بن مالك) – التي أعلنت تحولها للعمل المدني – في مؤسسات الدولة.
* يتهم منتقدون القرار بأنه “ستار” لإعادة توطين نفوذ الإسلاميين السابقين (الموالين لنظام البشير) داخل العمل المدني، وضمان سيطرتهم على موارده، وإغلاق المجال أمام تنسيقيات الشباب المناهضة للعسكر.

**مستقبل الخرطوم وإعادة الإنتاج:**
* تتجه كتيبة البراء بن مالك نحو تولي مهام إعمارية وخدمية بالخرطوم (مثل تنظيم التكايا)، بعد فرض والي الخرطوم قيودًا على عملها.
* يُنظر لهذه الخطوات كجزء من خطة أوسع لدمج الميليشيات المقاتلة مع الجيش في مؤسسات الدولة، خاصة بعد تلقيها دعمًا ماليًا ضخمًا قُدر بـ **300 مليون دولار** من تنظيم إسلامي.
* يثير ذلك مخاوف من إعادة إنتاج “منظومات أمنية موازية” تحت غطاء إداري وتنموي، خاصة في ولاية الخرطوم الحيوية.

خلفية مثيرة للجدل
* برزت قوات البراء بن مالك بعد ثورة 2019 كقوة غير نظامية، وتضم عناصر من الحركة الإسلامية (ذراع الإخوان المسلمين بالسودان) وكوادر نظام البشير السابق (“المجاهدين”).
* قاتلت إلى جانب الجيش النظامي ضد قوات الدعم السريع منذ اندلاع الحرب أبريل 2023، ووسعت نفوذها لتصبح “لواءً” يطمح ليكون “فيلقًا” مستقلًا يضم أكثر من **50 ألف مقاتل**، بما فيهم فصيل نسائي باسم “أسماء بنت أبي بكر”.
* أثارت مقاطع مصورة لمقاتليها يستهزئون بثورة 2019 غضبًا واسعًا، واتهمتها لجان المقاومة بأنها “امتداد للثورة المضادة” تهدد مكتسبات “ثورة ديسمبر”.

هذا التحول الميداني للقوات شبه العسكرية نحو قلب العاصمة الخرطوم، وسط اتهامات بالتستر الأيديولوجي ودمج الإسلاميين، يضع مستقبل السودان المدني ومخاطر عسكرة الدولة على محك جديد، بينما تستمر الحرب وتتصاعد التحذيرات من تعقيد المشهد وإطالة أمد الصراع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى