اخبار

أمر بالقبض على ضابطين بالاستخبارات العسكرية في قضية هزت الرأي العام

متابعات-مرآة السودان-أمر بالقبض على ضابطين بالاستخبارات العسكرية في قضية هزت الرأي العام

أمر بالقبض على ضابطين بالاستخبارات العسكرية في قضية هزت الرأي العام

متابعات-مرآة السودان-الخرطوم – أم درمان – 18 أكتوبر 2025

في تطور قضائي غير مسبوق، أصدر وكيل أول نيابة كرري بأم درمان أمرًا بالقبض على ضابطين في الاستخبارات العسكرية التابعة للجيش السوداني، على خلفية اتهامات تتعلق باختطاف واعتقال غير مشروع للمواطن خالد محمد مصطفى سليمان، أحد أبرز قيادات لجان المقاومة الشعبية بمنطقة الجموعية.

وجاء القرار بعد تحقيقات كشفت عن اختفاء سليمان منذ 17 أغسطس 2025، عقب بلاغ رسمي تقدمت به شقيقته إلى قسم شرطة مدينة النيل بأم درمان، دون أن تسفر التحريات الأولية عن نتائج رغم إصدار نشرة جنائية وتعميمها على جميع الأقسام.

وبحسب صحيفة السوداني، تلقت أسرة خالد بعد مرور شهر على اختفائه معلومات تفيد باختطافه برفقة اللواء المتقاعد عبد الباقي بكراوي على يد قوة تتبع للاستخبارات العسكرية يقودها الرائد (م.ح.ه) والنقيب (هـ.ع.أ). وأكد شهود عيان أمام النيابة أن الواقعة حدثت أثناء وجود خالد في منزل بكراوي، حيث طلب منه مرافقة الأخير في سيارة عسكرية بحجة مساعدته صحيًا.

وأوضحت المصادر أن النيابة خاطبت رسميًا إدارة الاستخبارات العسكرية لاستدعاء الضابطين المتهمين للتحقيق، غير أن الجهات العسكرية لم تتجاوب مع الطلب رغم مرور أسبوعين، ما دفع وكيل النيابة إلى تحويل البلاغ من المادة (47) الخاصة بالإجراءات الجنائية إلى المادتين (162) و(165) من القانون الجنائي، والمتعلقتين بجرائم الخطف والاعتقال غير المشروع، والتي تصل عقوبتها إلى السجن عشر سنوات أو الغرامة أو كليهما.

ويعكس هذا الإجراء القضائي توترًا متزايدًا بين السلطات العدلية والمؤسسة العسكرية، في ظل الأوضاع الأمنية والسياسية المعقدة التي يعيشها السودان منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023.

وتشير خلفية المتهم بوضوح إلى حساسية القضية، إذ ارتبط اسم خالد سليمان بمحاولات انقلابية سابقة، من بينها محاولة العميد محمد إبراهيم “ود إبراهيم” عام 2012 ضد نظام البشير، ومحاولة اللواء عبد الباقي بكراوي في سبتمبر 2021، قبل أن يعود إلى الواجهة مع اندلاع الحرب الأخيرة بانضمامه للمقاومة الشعبية، حيث لعب دورًا ميدانيًا بارزًا في تحرير منطقة صالحة بأم درمان من قوات الدعم السريع.

وفي تطور ميداني متصل، شهدت قرية “إيد الحد” جنوب أم درمان عملية اقتحام نفذتها قوة أمنية مدججة بالسلاح، قامت خلالها بتفتيش عدد من المنازل واعتقال المواطن عبد الرسول رحمة الله، قبل أن يتمكن الأهالي من استعادته من قبضة القوة بعد ساعات، في مشهد أثار حالة من التوتر داخل القرية.

وأصدر المتحدث باسم الجموعية سيف الدين أحمد شريف بيانًا يوم 12 أكتوبر 2025، وصف فيه الاقتحام بأنه “تصرف غير قانوني” يعكس غياب المسؤولية تجاه المجتمعات المحلية، محذرًا من تكرار مثل هذه الانتهاكات. كما أعلن سكان قرى الجموعية رفضهم دخول أي قوة أمنية إلى مناطقهم اعتبارًا من ذلك التاريخ، مؤكدين استعدادهم للدفاع عن أنفسهم ضد أي تجاوزات.

ويؤشر هذا التصعيد الشعبي إلى تصاعد الاحتقان بين المواطنين والقوات النظامية، وسط تدهور الوضع الأمني في ضواحي أم درمان وغياب التنسيق بين المؤسسات العدلية والعسكرية، في مشهد يعكس عمق الأزمة التي يعيشها السودان خلال المرحلة الراهنة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى