أبشر رفاي يكتب جدل المفاهيم الأمم المتحدة بين سندان السمعة الطيبة ومطرقة طول عمر الخيابة
متابعات -مرآة السودان جدل المفاهيم الأمم المتحدة بين سندان السمعة الطيبة ومطرقة طول عمر الخيابة

رؤى متجددة
ساعات قليلة تفصلنا عن الحدث المهم بحسابات الماضي و غير المهم بمعادلات الحاضر إنعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الثمانيين سبتمبر ٢٠٢٥م بمقرها الدائم بنيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية
وفقا لميثاقها ولائحة تنظيم أعمالها الجمعية العامة للأمم المتحدة عمليا هي السلطة العليا للدول والأنظمة وحكوماتها وليس الشعوب والأمم بالمفهوم الشوري والديمقراطي الحضاري الوارد في فاتحة ميثاق منظمة الأمم المتحدة ( نحن شعوب الأمم المتحدة )
شعوب الامم المتحدة برأي المثل السوداني مدخلنها في القصة والرصة والمنصة والنصوص ( درار ساي ) والدرار عشار البهيمة في شهورها الأولى..
وفي مثل سوداني آخر مشيلنها القفة وده مثل سوداني يجسد أقصى معاني التبعية والإستتباع…
منظمة الأمم المتحدة بصورتها الحالية تعتبر بحساب التخطيط الاستراتيجي الأممي والشعوبي المقتدر تعد أطول منظومة مرجعية في تاريخ الأقطار والأمم والشعوب والنظم تعيش أطول فترة انتقال مسكوت عنها من ١٩٤٥ حتى تاريخه نقول إنتقال لأنها قائمة أساساً على فلسفة الأمر الواقع وضع اليد من قبل المؤسسون وهم المنتصرون في الحرب العالمية الثانية… وبرأي مثل سوداني آخر ( الماسك القلم ما بكتب عمرو شقي ) فإذا كانت بريطانيا هي ماسك قلم مستعمراتها القديمة فالدول الدائمة العضوية بمجلس الأمن الدولي هي ماسك قلم الأمم والشعوب والأمم المتحدة بشكلها الإنتقالي وليس الميثاقي المدني المستدام..
الأمم المتحدة التي أنشات في نهاية الحرب العالمية الثانية ١٩٣٨ – ١٩٤٥ كبديل لعصبة الأمم التي فشلت والمنشأة في أعقاب الحرب العالمية الاولى ١٩١٤– ١٩١٨ تعبر من أهم بنات الفكر الإبداعي في إدارة أمانة الإستخلاف وتنسيق شئون الأمم والشعوب بما يفضي لرفع قدرها وتعظيم دورها الرسالي والأنساني.. لكن وللأسف الشديد مع مرور الوقت أتت الرياح بما لا تشتهيه سفنها المبحرة نحو الحقيقة .
فمن تلك الرياح ريح ممانعة منظمة الأمم المتحدة على عدم إنتقالها وبمبادرة ذاتية لمُلّاك الحق المطلق ( الفيتو ) من وضعية الإنتقال التأسيسي إلى مرحلة التخطيط الأممي الشعوبي الميثاقي المستدام…
الذي من أهم سماته إحالة نظم الأمم المتحدة التقليدية الإنتقالية بما فيها حق النقض الحصري لتحل محلها أدوات وآليات ديمقراطية وارادة الشعوب الحرة..
لتصبح هي المالك الفعلي لحق النقض الفيتو عبر تصويت عضوية الجمعية العامة المكونة بشكل ديمقراطي صحيح وفقاً لمعايير الحكومة الأممية…
ومن الرياح التي لم تشتهها سفن الأمم المتحدة بمفهوم ميثاق التأسيس العمل المتعمد والمستمر من قبل القوة المادية بمنظومة الأمم المتحدة على إستضعاف دور المنظمة وذلك من خلال إستضعاف دور آلياتها ومؤسساتها بمن فيها جمعيتها العامة وأمانتها ومجلس أمنها وغيرها من المؤسسات الأممية الراتبة والمرتبة لخدمة هدف معين وجعلها صورية تشريفية أو كبرى لتمرير الأجندة والمؤامرات أو محطة لتقريشها وتحريكها وفقاً لمزاج أو مصالح معينة…
ومن الرياح رياح الإستضعاف الممنهج ضد دور ومهام وآليات وأدوات الأمم المتحدة المستمدة من محتوى ميثاق التأسيس.. وكذلك تجاهل وعدم الأخذ بمبادرات ومداولات ورأي الجمعية العمومية والأمين والأمانة العامة والتعاطى معها رغم أهميتها الأخلاقية ناهيك عن الميثاقية والقانونية الملزمة في حضرة قيم الشورى والديمقراطية وأساسيات الحَوْكَمة الأممية والشعوبية
ومن رياح الإستضعاف التي لا تشتهيها سفن الأمم المتحدة العمل على الغاء او التواطؤ على إلغاء دور فكرة منظومة الدولة القطرية لصالح لوبيات إستعمارية إستغلالية إنتهازية تتخذ من الأمم المتحدة وألياتها منصات هجوم.. وأحياناً بدونها علي الرغم من أن منظومة الدولة القطرية هي الوحدة الأساسية التنظيمية لنظم ومشروعية المنظمة نفسها..
نعم الأمم المتحدة إزاء تلك الحالة ( بيدها تخذل نفسها وبنفسها تنقد غزلها ..
زمان والدي رحمه الله قال لي يا إبني ( لو عايز إيمانك يقل أعقد وفل ) بمعني عاهد واغدر بعهدك…. الحين الأمم المتحدة وتحديداً بعض من مؤسساتها يعملون خارج ميثاقها وعهودها برأي المثل السوداني الأشهر ( مريسنا ومتيسنا ) وفي حالات معينة يرسلوها عشان تجيب حلاوة لكوم وشكولاة من الكنتين والمول البعيد…
من الرياح التي لم تشتهها سفن الأمم المتحدة فشلها التاريخي في حل القضايا المركزية للشعوب والأمم مثال سيادة قيم الأخلاق وأخلاقيات المعاملات وسيادة قيم الإدارة المتقدمة كالشورى والديمقراطية ونطمها وسيادة حكم القانون… وترقية الشعوب والأمم بإتجاه حركة الوعي والحس الإنساني الذي يقود بدوره الى أنسنة الحياة بوصفها غاية بشرية مقدسة وسدرة منتهي المسير كما رساليتها سدرة منتهى المصير
…
من القضايا المركزية التي فشلت في تسويتها ومعالجتها الأمم المتحدة القضية الفلسطينية الإسرائيلية حتي تحولت الى وصمة عار على جبين الدول والأمم والشعوب والإنسانية نتيجة لما يجري ويدور داخل الأراضي الفلسطينية المحتلّة والذي لم يدع معيار ولا قانون ولا ميثاق وعهد إلا وداس عليه بالجزمة..
فالقضية الفلسطينية كما أسلفنا بالقول لا تحل أبد الا من خلال حل الدولتين وحل الدولتان لا يتأتي الا من خلال نقل أساليب وممارسات حل القضية من مسار الحل العسكري الى المدني القانوني وهو ما أشرنا اليه… بإعلان ورعاية الأمم المتحدة بالتزامن للحوارات الثلاث… الحوار السياسي…. الحوار الحضاري وحوار الحضارات..
فالقضية الفلسطينية الإسرائيلية إذا لم يعالج ملف الحوار الحضاري الداخلي وحوار الحضارات الأممية لن تعالج ملفات الحوار السياسي على راسها الاحتلال والتهجير القسري والإبادات الجماعية وسياسات الأرض المحروقة ورفض كافة خيارات الحلول الأممية الموضوعية..
كحل الدولتين وكذلك التعديات العشوائية الحمقاء على أبرياء الشعوب والدول الفاعلة بلاحدود في خدمة الإنسانية والشعوب مثال دولة قطر الشقيقة…
ومن الرياح التي لا تشتهها سفن الأمم المتحدة تحويل أنشطتها ومؤسساتها لكمبارس أممي وجمعيتها العامة السنوية والطارئة رحلات سياحية وللترف والرضا الوظيفي.. وجمبات أممية لشرب القهوة وللقهقهة السياسية والبسمات وتحايا الإستهلاك الدبلوماسي…
التحية لعمنا سعادة الأمين العام انطونيو غوتيرش… وهو شخصية محترمة يشبه تماماً شخصية الأمم المتحدة بالفهوم الكبير رجل مفكر شجاع يمتلك الكثير من الفهم واإارادة لخدمة الشعوب ولكن في رأي المثل السوداني ( مابتدي حريف…. والعين بصيرة والإيد قصيرة )..